تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

كورونا.. قضية حوار!

هل يتذكر أحد منا كورونا، أو بالأحرى هل نرغب فى تذكر الوباء القاتل؟ بالطبع لا. لسان حالنا يقول: لا أعاد الله تلك الأيام. لكنهم، فى دول أخرى لا يتذكرون فقط بل يدرسون ويحققون فيما حدث ولماذا وكيف يمكن تجنب وباء آخر؟ لو لم نتعلم من أخطائنا، مكتوب علينا تكرارها. النسيان وطى الصفحة الحزينة ليس حلا.

الحدث الأبرز فى بريطانيا حاليا، بدء تحقيق موسع يشارك فيه كبار القادة السياسيين ومسئولو الصحة والخبراء حول الاستعداد لمواجهة وباء قادم بصورة أفضل من التعامل مع كورونا، وتجنب الأخطاء السابقة. مسئولة الصحة السابقة فى إنجلترا سالى ديفيز غالبت دموعها، وهى تعتذر للعائلات التى فقدت أحباءها قائلة:» لم تكن الوفيات فقط هى المأساة بل الطريقة المروعة التى انتهت بها حياة الضحايا». كريس ويتى المسئول الطبى الحالى اتهم الحكومات البريطانية المتعاقبة بالفشل فى الاستعداد بشكل جاد ومختلف لمواجهة الأوبئة المتوقعة.

ديفيد كاميرون رئيس الوزراء الأسبق اعترف بالفشل قائلا: ركزنا على مواجهة موجات مرضية كالإنفلونزا، لكننا لم نتوقع أن يتسبب فيروس مختلف فى إحداث كل هذه الفوضى والوفيات. على الجانب الآخر من الأطلنطى، تبحث لجان عديدة بالكونجرس الأمريكي ومؤسسات أخرى فيما حدث، وهل كان يمكن التعامل بشكل أفضل؟ هناك مشروع قانون تقدم به عضوان بمجلس الشيوخ (ديمقراطى وجمهورى) لإصلاح نقاط الضعف الصارخة فى نظام توفير المعدات الطبية والأجهزة اللازمة لمواجهة أى وباء مثل الأقنعة وأجهزة التنفس وغيرها. ويمنح المشروع البيت الأبيض القدرة على توقيع صفقات مع أى دولة، بما فيها الصين، لاستيراد أجهزة ومعدات طبية منها عند الأزمة.

هل يمكن أن يكون لدينا نقاش عام، ولو فى الحوار الوطنى، عن هذه القضية. نقاش يقّيم كيفية تعاملنا مع كورونا ويطرح خططا لمواجهة أى أزمة صحية عامة طارئة بما فى ذلك توافر المراكز والمستشفيات المتخصصة والأجهزة والمعدات المطلوبة. فى عالم اليوم، أصبح تعرض العالم لأوبئة كل بضع سنوات أمرا طبيعيا من إنفلونزا الطيور لحمى البقر إلى إنفلونزا الخنازير والإيبولا وصولا لكورونا. الاستعداد للغد يبدأ من أمس!

aabdelsalam65@gmail.com

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية