تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
بلينكن.. الفشل عمدا!
لم يأت وزير الخارجية الأمريكى للمنطقة مستهدفا تحقيق إنجاز يتمثل فى وقف إطلاق النار، أو حتى الإعلان الفورى عن هدنة إنسانية لساعات قليلة، أو كبح جماح الآلة الجهنمية العسكرية الإسرائيلية لتقليل عدد الضحايا الفلسطينيين.. كل ذلك مجرد تصريحات للاستهلاك العالمى. الهدف هو التحذير والتهديد كى لا يتسع نطاق الحرب الحالية بدخول أطراف جديدة، والضغط على دول المنطقة للمساعدة فى الإفراج عن الرهائن لدى حماس.
لم يجادل بلينكن مع الإسرائيليين كثيرا عندما رفضوا وقف القتال ووعدوه بالتفكير فى هدنة إنسانية قصيرة للغاية. نيتانياهو صرح فور مغادرته بأن إسرائيل ستتولى المسئوليات الأمنية فى غزة لفترة غير محددة، أى أنها ستعيد احتلال القطاع وتخضعه لحكمها مباشرة. لم يلتفت نيتانياهو لتصريحات بايدن السابقة بأن حكم إسرائيل لغزة سيكون خطأ كبيرا.
هل يعنى ذلك أن واشنطن ليس لديها نفوذ؟ بالعكس تماما. يمكنها ممارسته وبقوة مع إسرائيل سواء ما يتعلق بتخفيف حملات الجحيم والدمار والقتل والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلا أنها لا تريد. إدارة بايدن تعتقد أنه حان أوان تدمير آلة حماس العسكرية تماما، وتعتقد أيضا أن الوقوف مع إسرائيل أهم من إنقاذ أرواح المدنيين فى غزة، كما ذكر دبلوماسيون لصحيفة «الجارديان» البريطانية أمس. وإلى أن تتحقق جميع الأهداف الإسرائيلية، فإن الدبلوماسية الأمريكية ستنشغل وتشغل العالم معها بجولات بلينكن المكوكية فى المنطقة وتخرج معها تصريحات تتحدث عن القلق الأمريكى من الخسائر البشرية خاصة الأطفال الفلسطينيين، وعن مطالبة إسرائيل بالالتزام بالقانون الدولى ومواثيق الحروب.
عدوان غزة يمكن أن يتوقف أو تتراجع حدته، والمساعدات يمكن أن تصل ويخرج المصابون من غزة للعلاج، لكن ذلك كله ليس على أجندة إدارة بايدن. الأولوية هى إنهاء إسرائيل مهمتها بنجاح ساحق ماحق، على أن توفر أمريكا لها الغطاء وتمنع توريطها فى القتال على جبهات أخرى.
يبدو وجه بلينكن، خلال تصريحاته، مهموما حزينا للضحايا الذين يسقطون من الجانبين لكنه لا يهمه سوى أمر واحد.. أن تنتقم إسرائيل لما حدث لها، وأن تقضى على كل مصادر الخطر ضدها، والبداية حماس.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية