تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
أوديب المصرى!
فى مفتتح عام 2011 وقبيل ثورة 25 يناير، أصدر الكاتب والأديب الكبير محمد سلماوى عملا روائيا حمل اسم «أجنحة الفراشة». أبطاله شخصيات تسير حياتهم فى خطوط متوازية يربط بينها أنهم جميعا يبحثون عن ذواتهم فى فترة تاريخية حرجة شهدت حراكا سياسيا لبلد يبحث هو أيضا عن ذاته. بشكل مذهل، تنبأت الرواية بالثورة وأحداثها.
فى عمله الجديد: «أوديب فى الطائرة» يعود المؤلف للثورة محاولا تفسير ما حدث مازجا بين الحاضر والأسطورة. طيبة تلك المملكة العظيمة التى يحكمها ملك يدعى أوديب وصل للحكم على أكتاف الشعب لكن الأحوال تتغير وينتشر الطاعون فيخرج الناس مطالبين برحيله. يعيش الملك حالة إنكار رافضا التنازل.
الأحداث تدور فى اليونان القديمة لكن طيبة مدينة مصرية، كانت عاصمتها من الأسرة 11 حتى الأسرة 18. استوقفنى فى الرواية كيف تتم صناعة الأسطورة؟ الملك تولى الحكم بعد اختلاق وقائع جعلته فوق البشر لكنه فى لحظة صدق مع أولاده يعترف بأن كل ذلك زائف.
«أوديب فى الطائرة» تبدأ بهبوط طائرة الملك على أرض مطار السجن، و«أجنحة الفراشة» تبدأ بنزول الطائرة وعلى متنها البطلة مطار روما، وتوجه البطل إلى ميدان أحمد حلمى قاصدا طنطا بحثا عن والدته.
ألا يعكس ذلك حال المواطن المصرى الذى من فرط المشاكل والتحديات لا يستقر على حال رغم اختلاف الأسباب والظروف؟
الثورات الكبرى، كما صرح المؤلف، تحتاج لزيارتها كل حين لأنه بمرور الوقت تتغير نظرتنا لأحداثها سواء بالاكتمال أو إعادة التقييم. «أوديب فى الطائرة» ليست تأريخا، وإن كانت تتعامل مع فترة شديدة الثراء والخصوصية فى تاريخنا الحديث لكن بأساليب أدبية وفنية تعطى الكاتب ميزة قد تفوق ما لدى المؤرخ.
هناك تشابه بين أحداث الرواية وما جرى عندنا سواء التحركات الجماهيرية أو رد فعل مبارك لكن المؤلف أعطاها أبعادا أعمق وأكثر إبداعا باستدعاء التاريخ والأسطورة وإشراك أدوات كالكاميرا والطائرة فى أحداث مفترض أنها وقعت قبل مئات السنين. أفضل ما فى الرواية باعتقادى الخيال الثرى الذى يتيح للقارئ أن يكون شريكا فى تصور وسير أحداثها.
aabdelsalam65@gmail.com
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية