تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

أمريكا تكذب وتتجمل!

للوهلة الأولى، يبدو وكأن الموقف الأمريكى من العدوان الإسرائيلى على غزة تغير!

واشنطن تقدم مشروع قرار لمجلس الأمن يؤكد الحاجة لإيقاف فورى للنار من أجل حماية المدنيين من الجانبين والسماح بتوفير المساعدات الإنسانية. وزير الخارجية بلينكن يعلن أن الاجتياح الإسرائيلى لرفح سيكون خطأ وسيؤدى لسقوط المزيد من المدنيين.
ماذا يحدث بالضبط؟

وإذا كان الفيلسوف الألمانى نيتشه قد قال: «الشيطان يكمن فى التفاصيل»، فإن المشروع الأمريكى صال وجال الشيطان فيه. لا إلزام ولا موعد لإيقاف القتال. فقط تأكيد الأهمية القصوى للإيقاف. إنها عبارة فلسفية، كما ذكر المندوب الروسى.. تقديم المرجو كأنه حقيقى. المجموعة العربية ممثلة بالجزائر طالبت بإيقاف فورى. نقطة ومن أول السطر، لكن أمريكا أرادت غير ذلك. هدفها الأساسى الإفراج عن جميع الرهائن الإسرائيليين ليتم إطلاق يد جيش الاحتلال دون عوائق فى غزة. أليس هذا نفاقا، كما وصفته روسيا؟

أما السيد بلينكن، فقد كان الظاهر من تصريحاته خلال جولته الأخيرة بالمنطقة أنها انتقاد علنى للموقف الإسرائيلى. «الهجوم على رفح سيكون خطأ، وليست هذه هى الطريقة لهزيمة حماس، وسيعزز عزلة إسرائيل ويعرض مكانتها الدولية للخطر» هكذا تحدث بلينكن.
لكن الصحفى الإسرائيلى أمير بار شالوم يقول: «واشنطن لا تعارض ضرب رفح.. الخلاف على الطريقة وليس الجوهر». هناك اتفاق بينها وبين جيش الاحتلال على أن من المستحيل إنهاء الحرب دون القضاء على آخر كتائب حماس. لا تريد واشنطن قتالا مكثفا يسقط فيه آلاف المدنيين بل عمليات اغتيال تستهدف كبار قادة حماس.المشكلة فى نيتانياهو الذى يريد خلق أزمة مفادها أنه وحده الذى يستطيع أن يقول لا للأمريكيين. هذا يزيد من شعبيته.

الإدارة الأمريكية حريصة على سمعة إسرائيل، ولا تريد أن يفجر اجتياح رفح أزمة إقليمية ودولية لدرجة أن بلينكن حذر نيتانياهو من أن إسرائيل ستتورط لسنوات فى غزة إذا لم يكن هناك خطة لليوم التالى. وقال له: «أنت لا تفهم ذلك، وعندما تفهم سيكون الأوان قد فات». إنها نصائح غالية لإدارة لم تتغير سياستها، حتى ولو تغيرت لغتها.

aabdelsalam65@gmail.com

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية