تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الفيلسوف.. فى سوق العمل!

إعلان طريف وغريب قرأته على موقع إلكترونى مهتم بأخبار مهنة الفلسفة يقدم مساعدات للحاصلين على شهادات علمية خاصة درجة الدكتوراه فى الفلسفة من أجل العثور على وظائف فى مجالات العمل المختلفة، وعدم التركيز فقط على الجامعات والمعاهد المتخصصة.

لجنة المهن غير الأكاديمية بالجمعية الفلسفية الأمريكية، صاحبة الإعلان، تقول إن المناهج الخاصة بدراسة الفلسفة غالبا ما تكون قاصرة بشأن إعداد الطلاب للحياة وإيجاد فرص عمل، كما أن سوق العمل لا ترحب كثيرا بهؤلاء الخريجين.

إنها وصفة للقلق بل اليأس لا يستطيع أكبر الفلاسفة مثل شوبنهاور ونيتشه التعامل معها. الفكرة التى يركز عليها أعضاء اللجنة أنه ليس هناك تخصص لا يصلح للعمل. المشكلة فى الشخص نفسه وماذا تعلم وما هى قدرته واستعداده للتأقلم مع ظروف الحياة بعيدا عن المناهج النظرية؟.

يجلس الأعضاء مع كل باحث عن عمل ويوجهونه نحو عمل أقرب لتخصصه. هم يعتقدون أن الفلسفة والعلوم الإنسانية عامة ليست عالة أو مجرد شهادة يحصل عليها الشخص ثم يركنها دون أن يعود إليها.

كل علم إنسانى صالح للإفادة منه حتى فى مجالات بعيدة عنه. سوق العمل تشعبت وتنوعت لدرجة أنه يمكنها استيعاب التخصصات المختلفة. الفكرة هى كيف يمكن القيام بعملية مزج فريدة بين ما يدرسه الشخص والمهارات المختلفة التى تؤهله للعمل والاستفادة مما درسه. بالتأكيد مثل هذا الشخص، بتكوينه الجديد، سيكون إضافة مهمة.

تقليل أهمية علم إنسانى لا يجد دارسوه مجالات عمل بعد التخرج ليس حلا. الفلسفة والمنطق وعلم النفس والجغرافيا، علوم موجودة منذ القدم، والأمم المتقدمة أقامت حضاراتها عليها. ليس هناك تعارض بين علوم إنسانية وأخرى علمية وتطبيقية. المشكلة فى عدم قدرتنا على توجيه وإعداد دارسى العلوم الإنسانية لسوق العمل.

يحصل الطالب على شهادة فى علم نظرى دون أن تكون لديه أدنى معرفة أو تأهيل للتعامل مع الحياة. لا الجامعة أعدته لذلك، ولا جهة رسمية أو مجتمع مدنى أرشدته. يتم تركه ليواجه المجهول. ثم نستسهل الأمر بإلقاء اللوم على العلوم الإنسانية.

aabdelsalam65@gmail.com

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية