تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الحياد الإعلامى مرفوض!

قنوات إخبارية عربية عديدة تبث لقطات فيديو مطولة لجنازات الجنود الإسرائيليين القتلى فى العدوان على غزة، وتفرد مساحات زمنية لكلمات التأبين وحالات الحزن البادية على وجوه الأسر نتيجة فقدان ذويهم.

ربما يمكن تفسير الأمر بأن هذه القنوات تريد إظهار كم الخسائر التى يتعرض لها المعتدى، وربما هناك أهداف أخرى.

لكن ماذا تفعل القنوات الإسرائيلية تجاه الضحايا والخسائر الهائلة التى يتكبدها الفلسطينيون؟

الصحفية والناشطة الإسرائيلية المخضرمة آنات ساراجوستى تقول:« نادرا ما تعرض وسائل الإعلام الإسرائيلية الرئيسية صورا لما يحدث فى غزة ولا تقدم تقارير عن الوضع البائس هناك. الإسرائيليون الذين لا يتحدثون إلا العبرية لا يطلعون على ما يجرى فى القطاع. نحن لا نرى الفظائع والدمار والأنقاض والأزمة الإنسانية. العالم يرى شيئا مختلفا تماما».

الرقابة الإسرائيلية صارمة. لا تعرض معاناة الفلسطينيين حتى لا يتعاطف أحد معها. بينما بعض العرب يمنحون الساعات الطوال والمساحات المعتبرة لعرض المعاناة الإسرائيلية.

لو كان الأمر بيد إسرائيل لمنعت رؤية العالم للمعاناة فى غزة. إنها تريد تصدير روايتها فقط لما يجرى. لو انكسر زجاج سيارة مستوطن نتيجة صاروخ للمقاومة، تتوقف الكاميرات فى قنوات إسرائيل (قناة إسرائيل 24 الناطقة بالعربية مثال صارخ) لتصوير المعاناة التى يتعرض لها المستوطنون، وكيف أن حياتهم انقلبت رأسا على عقب نتيجة ذلك. بينما مشاهد انتشال المدنيين من تحت أنقاض منازل غزة وطوابير الشهداء الملفوفين فى قطع قماش بالية أو أكياس نايلون،أخبار ليست لها أهمية ولا ضرورة لعرضها.

الصورة، كما يقال بألف كلمة، فلماذا نعطى مساحات مجانية لآلامهم ومعاناتهم التى لا تقارن بمعاناة وآلام الفلسطينيين الناجمة عن همجية ودموية الاحتلال؟

لماذا يظهر ممثلون ومدافعون عن إسرائيل فى القنوات الغربية ينفثون سمومهم ودعاياتهم الرخيصة بينما تمنع القنوات الإسرائيلية التغطية الموضوعية المحايدة لما يجرى فى غزة؟

فى الحروب لا مجال للحياد.. هناك جيش مدجج بأحدث ترسانات الأسلحة الأمريكية والغربية يقتل شعبا لا يملك سوى الإرادة والعزيمة على البقاء فى أرضه وعدم السماح للعدو بتهجيره، فهل من العدل إعطاء المعتدى الفرصة لتبرير قتله وجرائمه؟

aabdelsalam65@gmail.com

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية