تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
إسرائيل هى الإبادة!
متحذلقون عرب تساءلوا بعد صدور قرار محكمة العدل الدولية بشأن العدوان الإسرائيلى: «على ماذا تحتفلون؟ لقد انتصرت إسرائيل». فهل هذا صحيح؟ للأسف، فى معركتهم مع المقاومة الفلسطينية وحماس تحديدا، بعض الصحفيين والمثقفين العرب على استعداد لقلب الحقائق وإهداء العدوان انتصارا لا يعترف هو بحصوله عليه. المحكمة وجدت أن هناك خطرا يتمثل فى تعرض حق الفلسطينيين فى الحماية من الإبادة الجماعية للتهديد نتيجة أفعال إسرائيل.
لقد ضبطت المحكمة إسرائيل بالجرم المشهود، فأمرتها بمنع الإبادة ودعتها إلى عدم الإقدام على أى عمل يُحتمل أن يرقى للإبادة الجماعية، وإلى السماح بوصول المساعدات الإنسانية. لكن المحكمة تركت المجرم يقتل ويدمر دون أن تأمره صراحة بوقف عدوانه. ومع ذلك، فإن الحكم مدمر لإسرائيل، كما اعترف قادتها ومثقفوها. روبى سابيل أستاذ القانون الدولى بالجامعة العبرية وصف الحكم بأنه يوم مظلم لإسرائيل. نيتانياهو قال: المحاولة الدنيئة لحرماننا من حق الدفاع عن أنفسنا تمييز صارخ ضدنا. تهمة الإبادة الموجهة ضد إسرائيل ليست كاذبة فحسب بل شنيعة.
الأهم من كل ذلك، أنه بعد ما قالته المحكمة، أصبح هناك ربط لا إرادى فى أذهان بشر كثيرون بين إسرائيل والإبادة الجماعية.. لم تعد فقط معتدية وعدوانية بل دولة إبادة. ألصقت إسرائيل نفسها دوما بالمحرقة النازية لليهودى لكسب تعاطف العالم. الآن لا يمكن فصلها عن الإبادة. دولة الاحتلال ليست وحدها بقفص الاتهام بل الغرب كله، وتحديدا أمريكا والنظام العالمى أيضا. وزير الخارجية الأمريكى بلينكن قال سابقا إن القضية لا أساس لها من الصحة. نظيره البريطانى كاميرون دعا جنوب إفريقيا إلى عدم استخدام كلمات كالإبادة الجماعية.. بعد أن أبدت المحكمة استعدادها لبحث قضية الإبادة الإسرائيلية، هل ينظر هؤلاء السياسيون وقادتهم فى المرآة ويرون التشوه والسواد على وجوههم وضمائرهم. إنهم ليسوا فقط فى القفص بل إن سمعة القانون الدولى وقدرته على حماية حقوق جميع الشعوب على قدم المساواة، هى أيضا على المحك، كما قال الصحفى البريطانى باتريك وينتور. ويا أيها المتذاكون والبراجماتيون العرب.. القضية ليست حماس بل فلسطين وشعبها.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية