تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

أزمات «سى إن إن»!

لديك كل مواصفات النجاح. تاريخك السابق مشرف. اختارتك شركة كبرى لرئاستها كى تنقذها من أزماتها. أعطتك صلاحيات كاملة، لكنك خذلت الجميع وفشلت فى مهمتك، فاضطر مالكو الشركة لإقالتك بعد 13 شهرا فقط. هذا بالضبط ما حدث مع كريس ليخت رئيس شبكة سى إن إن. كانت الإقالة فورية.. ألفاظها جافة وحادة. الضرر الذى حدث لم يترك مجالا لكلمات شكر أو مجاملة.

 

لماذا هذا الفشل الذريع الذى لم تكن المقدمات توحى به؟ جاء ليخت بأجندة واضحة وثورية.. إنقاذ الصحافة التليفزيونية التى تقدمها الشبكة. أبلغ الصحفيين أنهم تسببوا فى نفور المشاهدين منهم بانحيازهم لليسار ومناهضتهم ترامب.

سعى لوضع القناة فى الوسط لجذب جمهور اليسار واليمين. أقال عديدا من المذيعين المشهورين. فى البداية، تململ الصحفيون لكنهم أعطوه الفرصة والوقت لتحسين تقييمات الشبكة التى تراجعت نسبة مشاهدتها.

لكن الأمور لم تسر على ما يرام. زاد نفور المشاهدين أكثر. السياسة التحريرية الجديدة أغضبت الجمهوريين والديمقراطيين على السواء. كل طرف اتهمها بالانحياز للآخر. لا مجال لسياسات وسطية مع الاستقطاب الشديد الذى تعيشه أمريكا.

مكتب الرئيس السابق كان داخل صالة تحرير الأخبار، لكن ليخت عزل نفسه عن الصحفيين. تفاقم الإحباط وزادت الانتقادات ضده. طريقة تعامله مع ترامب كانت سببا أساسيا.

لم يترك الرئيس السابق تهمة أو شتيمة ضد سى إن إن إلا وذكرها.. مزيفة للأخبار وعدوة الشعب ولا أحد يشاهدها. لكن استضافة الشبكة له الشهر الماضى فى لقاء جماهيرى كانت بداية النهاية. جرى مجاملة ترامب الذى اتفق معه ليخت على أن يكون الحاضرون مؤيدين له.

اعتبر البعض اللقاء تبرعا عينيا لحملة ترامب الانتخابية. ورغم ذلك، تنمر ترامب على مذيعة اللقاء.

لماذا تكون البدايات مبشرة، بينما تكون النهايات سيئة وغير متوقعة؟

النجاح السابق يغرى الشخص ويجعله يتصرف كما لو كان يعرف كل شىء. كانت التغييرات مفاجئة وصادمة بدون رضا العاملين الذين علت أصواتهم عندما أصبح الفشل حقيقة. حتى لو كنت تملك أفضل رؤية وأعظم استراتيجية، لن يتحقق النجاح بدون مشاركة العاملين معك واكتساب ثقتهم.

aabdelsalam65@gmail.com

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية