تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

ارفعوا أيديكم عن السودان!

 أسباب الحرب الدائرة حاليا فى السودان داخلية بالأساس. العلاقات بين الجيش السودانى وقوات الدعم السريع وصلت منذ فترة لطريق مسدود، ولم يعد ممكنا تسوية الخلافات عبر المفاوضات. تحول الصراع إلى مباراة صفرية ستنتهى بفوز كاسح لطرف وخسارة مذلة للآخر. لكن دور العامل الخارجى فى تأجيج الصراع وتحوله إلى حرب، لا يمكن استبعاده.

ورغم دعوة مصر والاتحاد الإفريقى والجامعة العربية لاحترام إرادة الشعب السودانى وعدم التدخل فى شئونه الداخلية، فإن تقارير وتصريحات رسمية تتحدث عن تورط دول ومنظمات فى مساندة هذا الطرف أو ذلك. وعندما يقوم الدعم السريع بإسقاط طائرات للجيش فى وقت ترددت فيه أنباء عن تزويد مجموعة فاجنر الروسية العسكرية الخاصة ذات الصلة بالكرملين، لهذه القوات بصواريخ مضادة للطائرات يثور التساؤل عن حقيقة الدور الأجنبى ومدى إسهامه فى إطالة أمد الحرب.

التصريحات الغربية تتهم فاجنر صراحة بلعب دور أساسى فى مساندة ميليشيا الدعم بالأسلحة والتدريب. وزير الخارجية الأمريكى بلينكن قال إنها تنشر الخراب والدمار والموت بالسودان.

ورغم نفى مؤسس فاجنر، يفجينى بريجوجين وجود أى مقاتل من مجموعته هناك، فإن وزير الخارجية الروسى لافروف قال إن من حق السودان الاستعانة بخدمات فاجنر، لكنه لم يحدد من يستفيد الجيش أم الدعم السريع؟

الباحثة الروسية لانا بدفان تقول لـ" بى بى سى" إن روسيا تعمل على استكمال مشروعاتها هناك، سواء عبر القواعد العسكرية، أو استكمال تدفقات الأسلحة بالمخازن الروسية الموجودة بالسودان. لكن تعليق الجرس برقبة روسيا فقط سيكون خطأ كبيرا. أطراف إقليمية ودولية تمارس تأثيرها بقوة. الأجندات متضادة لكن الهدف زيادة النفوذ. رغم الكوارث يبقى السودان بثرواته وموقعه الاستراتيجى ذا أهمية قصوى يسيل معها لعاب الكثيرين.

ظل السودانيون منذ الاستقلال حريصين على رفض التدخل الأجنبى فى شئونهم، والأمثلة كثيرة لا تحصى، لكن جرت فى نهر الخلافات والصراعات مياه مسممة أوصلتهم لأن أصبحوا ساحة لتدخلات الآخرين. الخارج مطلوب منه رفع يديه عن السودان لكن مطلوب من السودانيين أنفسهم الامتناع عن اللجوء للأجنبى لمساعدتهم فى تدمير وطنهم.

aabdelsalam65@gmail.com

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية