تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
«ماكدونالدز».. إلى أين!
لم تتوقف حيل وألاعيب سلسلة مطاعم ماكدونالدز الأمريكية للوجبات السريعة. بذلت أقصى ما تستطيع لمواجهة المقاطعة الواسعة النطاق لها فى العالمين العربى والإسلامى ردا على موقفها المناصر والداعم لإسرائيل فى عدوانها الهمجى على غزة.
لكن المحاولات باءت بالفشل. منتصف الشهر الماضى بلغت خسائرها 7 مليارات دولار. النزيف المالى متواصل، وكذلك السمعة التى وصلت للحضيض. آخر ما تفتق عنه ذهن مسئولى الشركة، إعادة شراء كل فروعها فى إسرائيل ( 225 فرعا) من المالك الإسرائيلى الذى تسبب فى اندلاع المقاطعة بتقديمه عشرات الآلاف من الوجبات المجانية لجنود الاحتلال منذ بدء الحرب.
تريد إدارة ماكدونالدز القول إن ما فعله المالك المحلى ليس له علاقة بتوجهاتها ولا موقفها من الحرب. إستراتيجية ماكدونالدز فتح فروع خارج أمريكا ( 42 ألف فرع) وإسناد إدارتها إلى ملاك محليين يتصرفون كشركات مستقلة بحيث يحددون الأجور وعدد الموظفين ويدلون بالتصريحات على مسئولياتهم، كما يتبرعون وفقا لتقديراتهم.
إعادة الشراء رسالة بأن المقر الرئيسى للشركة لا يوافق على ما فعله فرع إسرائيل. لكن إعلان الشراء لم يذكر ذلك، ولم يتحدث حتى عن الوقوف على الحياد فى حرب أدانها العالم، بل قال إن الشركة: «لا تزال ملتزمة تجاه السوق الإسرائيلية وضمان تجربة إيجابية للموظفين والعملاء من الآن فصاعدا». ليس من المنطقى إدخال مطعم، مهما كان حجمه وشهرته فى السياسة، لكن ماكدونالدز تحديدا رافقتها السياسة دائما.
كانت دائما إحدى أدوات القوة الأمريكية الناعمة. فتح مطعم فى دولة ما، يعنى أن النفوذ الأمريكى فى ذروته، كما حدث فى روسيا بعد سقوط الاتحاد السوفيتى.
سلاسل المطاعم الأمريكية العملاقة التى غزت العالم ليست غذاء ووجبات سريعة وأرباحا اقتصادية فقط. إنها فى قلب السياسة وتحاول إرساء قيم أمريكية معينة.
لذا لا يصدقها الكثيرون عندما تقول إنها مجرد مطاعم تستهدف تقديم خدمة مميزة وسريعة لزبائنها. للأسف، المتضرر الأكبر من تلك الازدواجية التى تمارسها ماكدونالدز هم الموظفون والعاملون فى الفروع الذين أثرت عليهم المقاطعة بشدة، سواء بالتسريح عن العمل أو خفض الرواتب. ماكدونالدز يتحمل المسئولية وحده.
aabdelsalam65@gmail.com
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية