على مدى ثلاثة أيام متتالية بدءا من اليوم، ينعقد المؤتمر السادس للصحافة المصرية وسط تحديات كبيرة تحيط بالمهنة التى تعد فى الاصل رسالة قبل ان تكون وظيفة، وبفعل تلك التحديات تراجع دورها. وبصفتى واحدا من أهل المهنة اتمنى ان يخرج هذا المؤتمر بتوصيات محددة بعد حصيلة مثمرة من النقاش تفضى الى برنامج عمل تنفيذى تتبناه النقابة، تحت رعاية حكومية تعيد للصحافة سيرتها الأولى، كاداة رصد امينة وعين كاشفة وداعمة لصانع القرار. ومن منا لا يعلم حجم التحديات التى تواجهها الصحافة اليوم، من تراجع إيراداتها بسبب ضعف حصيلة الإعلانات، واتجاه القارئ لمواقع التواصل الاجتماعى، وهو ما يتطلب ضرورة إصدار قانون حرية تداول المعلومات الذى كان مطلبا اساسيا للمؤتمرين الرابع والخامس للصحافة المصرية٠ وإذا كانت لجان المؤتمر الحالى قد حددت عدة محاور رئيسية للنقاش، ترسم مستقبل الصحافة المصرية من اهمها، الاصلاح الادارى للمؤسسات الصحفية، والاهتمام بالمحتوى المتميز فى الصحف، وتأكيد أهمية تدريب الصحفيين فى مواجهة الصحافة الرقمية والذكاء الاصطناعى. كذلك سيمتد النقاش إلى إلغاء بعض المواد فى القوانين المنظمة للعمل الصحفى، مع اطلاق حرية تداول المعلومات، بالاضافة إلى تحسين اجور الصحفيين وتعظيم موارد الصحف. فى اعتقادنا ان تلك المحاور المتعددة تتطلب من الجماعة الصحفية جدية المشاركة بحوار هادئ، مع التركيز على قضيتين أساسيتين بدلا من تشتيت الوقت فى اكثر من قضية، دون ان نصل إلى نقاط مثمرة، ولتكن حرية تداول المعلومات والتدريب، مع الالتزام بضرورة تنمية موارد المؤسسات الصحفية ورفع قدرات العاملين بها، حتى ينجح مؤتمر اليوم فى وضع اسس محددة لصحافة الغد.