بالأمس ذكرنى (فيسبوك) بما كتبته قبل عامين محذرا من استخدام الزيت المستعمل، بعد (تبييضه) وترويجه بأسعار رخيصة فى المناطق الريفية والأحياء الشعبية التى تقبل على السلع الأقل سعرا دون التأكد من جودتها!..هذه الجريمة سبق ان حذرت منها «الأهرام» فى تحقيق شامل للزميل سيد صالح، كشف خطورة البودرة المستخدمة فى تبييض لون الزيت من الأسود الداكن إلى الذهبى الشفاف، المعروفة كيميائيا (بسليكات الامونيا) ثم إعادة تعبئته وبيعه فى الأسواق بسعر منخفض، الأمر الذى يسبب أضرارا خطيرة لمن يستخدمه، كما يؤكد ذلك الدكتور محمد عز العرب أستاذ الأمراض الباطنة بالمعهد القومى للكبد.

عقب ما نشر توقعنا ان هذا الملف قد أغلق، بعد استجابة مباحث التموين بغلق احد مصانع بير السلم التى تعمل بهذا المجال، وشددت رقابتها على المصانع الأخرى تحسبا لعودة هذا النشاط. لكن جاءت المفاجأة التى حملها بريدى الالكترونى، بالصوت والصورة لبعض الباعة الجائلين بالحارات الشعبية لجمع الزيت المستعمل من مطاعم الفول والطعمية، وكذلك منازل الأهالى بأسعار مغرية لتوريده كما تقول الشكاوى، لكبار التجار الذين يقومون بدورهم بتوصيله لمصانع بير السلم لإعادة تنقيته وتعبئته وطرحه من جديد فى السوق بدلا من ان يأخذ طريقه إلى مصانع الصابون والبلاستيك ومستحضرات التجميل، وان كانت هذه السلع أيضا تحمل أخطارا لمن يستخدمها!

لذلك نحذر من جديد، ونطالب بتكثيف الرقابة على هذه المصانع مرة أخرى بعد ان عادت لنشاطها، حتى تتوقف هذه الظاهرة حماية للمستهلك من ناحية، وتوفيرا لمليارات الجنيهات التى تنفقها الدولة فى علاج الأمراض التى تصيب المواطنين من وراء استخدامه. ومرة أخرى.. احترسوا من الزيت المستعمل!