الخطوة التى اتخذها الأعلى للإعلام، بتحديد مدة برامج (التوك شو) بحيث لا تزيد على 90 دقيقة، تأتى على الطريق الصحيح لتطوير محتوى تلك البرامج وإفساح الطريق لأخرى جديدة تثرى المنافسة وتحرص على التجديد والابتكار، فلم يعد خافيا ان عددا من مقدمى تلك البرامج أصبحوا يميلون لرؤاهم بعيدا عن الموضوعية والحيادية، بل تطوع بعضهم لتبنى وجهة نظر ضد أخرى، أو أخذه الهوى لتأييد رأى ورفض آخر كناشط سياسى وليس صاحب رسالة تفرض الأمانة فى الطرح والعرض، مما يدفع المشاهد إلى الانصراف عن القناة، بعد ان غابت الرؤية المحايدة فى بعض برامجنا الحوارية. كما شجع الأعلى للإعلام إنشاء جمعيات حماية حق الجمهور فى مشاهدة نظيفة، بعيدا عن التعصب الذى انتشر مؤخرا فى البرامج الرياضية، والاهتمام بكرة القدم وحدها دون باقى الألعاب الأخرى، فى غياب تأهيل واضح لمقدمى تلك البرامج، فبعضهم ليسوا بإعلاميين، الأمر الذى يلزمهم بقواعد الممارسة الإعلامية.

أما انتهاك السمعة الشخصية فحدث ولا حرج من جانب البعض، عند تناول أسرار النجوم أو حياتهم الأسرية، والتوسع فى متابعة أخبار الزواج والطلاق، والابتعاد عن مضمون ما يقدمه النجم من أعمال فنية، وهى التى تهم المشاهد بعيدا عن الوجه الآخر لحياته التى يجب ان تكون محل احترام وتقدير وفقا لمواثيق الشرف الصحفية، كذلك يجب ضبط الكود الإعلانى للمادة الإعلانية التى تخرج أحيانا عن الالتزام الأخلاقى، فتخدش حياء المشاهد على مرأى أفراد الأسرة. باختصار نحن نريد مقدمى برامج على درجة كبيرة من الوعى والالتزام، بتعزيز رسالة الإعلام الوطنى، وليسوا نشطاء يتبنون رؤيتهم الخاصة، وأعتقد ان ذلك هو ألف باء حق الجمهور.