تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
المتحدة.. رحلة استرداد قوة مصر الناعمة
فى الطريق وصولا لاندلاع أحداث يناير عام 2011 وقبل خمس سنوات من وقوعها.. انحرف منحى الدراما المصرية الصاعد فى المنطقة العربية عن مساره.. انخفض المؤشر ولم يستطع الحفاظ على ثباته.. كأشياء كثيرة فى المجتمع فقدت قوة تأثيرها خلال تلك الفترة الزمنية.
بدأ بريق الدراما فى الأفول وأعطى مستواها الفنى المتواضع للجمهور على امتداد الوطن العربى تصريحا بالانصراف لمشاهدة دراما أخرى أخذت طريقها فى التطوير والنمو والجاذبية.. كالدراما التركية والسورية. انفرط عقد الدراما المصرية وضاعت حباته فى خضم حالة الفوضى الضاربة بعمق سوق الإنتاج على مدى خمس سنوات عقب اشتعال أحداث يناير ووثوب جماعة الإخوان فوق سدة الحكم وشيوع حالة غموض سادت الحركة الفنية بشكل عام أدت إلى توقف كاميرات التصوير وإطفاء أنوار البلاتوهات وهروب الكيانات الإنتاجية الكبيرة وغياب العقل المفكر لمسلسلات تتناسب مع مجتمع نزعت أوصاله وانزلقت مؤسساته إلى قاع التصفيات والتمكين. تفاقمت أزمة الدراما ووهنت كل عناصرها بسقوط مبنى ماسبيرو وتوقفه عن الإنتاج وخضوعه لهجوم ضارى من تيارات لاحقة.. ولم يكن بمقدوره العودة مرة أخرى لتشغيل بلاتوهات إنتاج الدراما وتحطيم القيود المكبل بها والتخلص من مطالب فئوية طاردته وأثقلت كاهله حتى أفقدته توازنه.. فتوارى عن دوره الإنتاجى. فقدت مصر خلال تلك السنوات العصيبة أهم وأخطر قواها الناعمة.. دراما غزت كل الشاشات العربية - جبرا - على عرضها دون سواها.. ودعتها وودعت مشاهديها على امتداد الوطن العربى..
ما كان لمشهد إنتاج الدراما الاستمرار على وتيرة أداء سيئ ومصر تفقد عنوة قواها الناعمة.. تعصف بها حالة الفوضى الضاربة فى العمق.. حتى وضعتها على شفا جرف هار. أحاط الخطر بصناعة الدراما المصرية.. نال من وجودها المؤثر وبريقها الأخاذ ووقفت الكيانات الإنتاجية العملاقة عاجزة عن إنقاذها من مصير مجهول قد طواها.. خاصة بعدما فقد ماسبيرو ممثلا- وقتها- فى قطاعات اتحاد الإذاعة والتليفزيون ومدينة الإنتاج الإعلامى القدرة على الإنتاج وصناعة أعمال متميزة وجادة. وهنت الكيانات الإنتاجية وفقدت قدرتها على انتشال الدراما المصرية من هوة قاع سحيق هوت إليه وإلقاء طوق النجاة لإنقاذها.. اختفت من الساحة- فرارا- وسط حالة غموض شديد وإحساس يسود بين جهات الإنتاج بعمق الخطر وانهيار قوة مصر الناعمة. من رحم قسوة المشهد وفراغ ممتد فى سوق صناعة الدراما ولدت المتحدة للخدمات الإعلامية خلال عام 2015 لتملأ فراغا موحشا وتعيد ضبط مسيرة الإنتاج.. ولدت كيانا عملاقا- قادرا- بإعادة الدراما المصرية لريادتها واسترداد قوة مصر الناعمة.. ليتلألأ بريقها من جديد على الشاشات العربية. رحلة إعادة تشغيل بلاتوهات التصوير واستعادة الدراما المصرية لمكانتها كقوة ناعمة.. رحلة شاقة وصعبة.. فقد فرض واقع ما آلت إليه أوضاعها إيجاد رؤية جادة تبصر عثرات الطريق وتضع تصورات لإنقاذها. ولولا دراسات حقيقية عكفت على إعدادها المتحدة للخدمات الإعلامية ما عادت الدراما المصرية تتلألأ بهذا الكم والكيف إنتاجا، وظلت على حالها تضرب الفوضى جذورها وتغيبها عن الوجود. عملت المتحدة باجتهاد منذ الوهلة الأولى التى شعرت فيها بعمق الخطر الذى يحيق بصناعة الدراما.. عملت على إنقاذها وصون قوة مصر الناعمة من الانهيار والضياع.. فأعادت بناء وصياغة المشهد الإنتاجى وتصدت لحالة الفوضى التى سادت ووضعت أكبر خطة إنتاجية بأعمال جادة وراقية.
صنعت إنتاجا ضخما وهادفا.. غايته إحياء قيم وطنية واجتماعية حادت عنها الدراما- شاردة - سنوات طويلة.. حتى أسهمت فى اختفاء ظواهر سلبية نالت من تقاليد مصرية راسخة وعملت على غرس المثل والقدوة فى وجدان الأجيال. أخطر ما كان فى رحلة استعادة الدراما بريقها المفقود ومكانتها المهدرة.. من يقود من؟.. الجمهور أم جهات الإنتاج؟ وانحازت المتحدة- إنتاجا- يقود جمهور المشاهدين فى كل مكان للرقى والحفاظ على الذوق العام ونشر الوعى.. لم تدخل سباق حصاد الأرباح.. فحصادها جعلته ثمارا فى الوطن والحفاظ على هويته. هناك هدف وطنى سعت لتحقيقه فى كل خطة إنتاجية دون الوضع فى الاعتبار ما تسعى إليه جهات الإنتاج- ربحا- وعملا بالقاعدة السائدة (الجمهور عايز كده).. حطمت أساس تلك القاعدة وقادت دفة الرحلة الإنتاجية للارتقاء بفن الدراما وتوظيفه لإعادة بناء مجتمع تهاوت أوصاله. صنعت المتحدة للخدمات الإعلامية رؤية إنتاجية مغايرة.. لم يعهدها سوق الدراما من قبل على مدى تاريخه الطويل وانتهجت بقراءة واعية واستقراء المستقبل بتطوير مستمر يواكب حجم المتغيرات السائدة.. حتى خاضت فى غضون سبع سنوات معركة حقيقية استردت فيها قوة مصر الناعمة وأعادت ريادتها فى المنطقة العربية.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية