تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
معجزة الشعراوى !!
لم تعرف الانسانية على مدى التاريخ .. قيام ابناء دين واحد .. بالهجوم والتطاول على رموز دينهم .. كما يفعل ابناء الإسلام .. لا اريد ان اخوض فيما يحدث هذه الأيام من محاولات النيل من فضيلة الإمام محمد متولى الشعراوي .. فالرجل نفسه لا يحتاج لمن يدافع عنه .. فتاريخه وما قدمه للإسلام وللمسلمين .. يتحدث عن نفسه .. ويكفى ان الله وهبه حب الناس .. ووضع له القبول .. فكل من يستمع له .. يحبه ويتعلق به .. بل وينتظر حديثه .. بالاضافة طبعا الى كتبه البديعة .. الرائعة .. التى يقدم فيها الإسلام بصورته الحقيقة .. وتفسير مميز ..
أتوقف أمام كتابه " معجزة القرآن " .. بداية لابد أن نعترف بإن الله منح الشيخ الشعراوى موهبة تفسير القرآن وفتح بصيرته على مواطن اعجاز القرآن .. من هنا حدثت ضجة كبيرة .. اثارتها مقالات الشعراوى فى اخبار اليوم عن اعجاز القرآن .. لم يكن للشعراوى أمنية واحدة .. سوى أن يقوم بتفسير القرآن الكريم كاملا .. وهو ما منحه الله تعالى له .. ولعل اكبر دليل على حب الناس للشعراوى .. هو نسبة مبيعات كتبه .. التى اضطرت شركات الطباعة الى مضاعفة انتاج كتبه لعدة أضعاف ..
يتحدث الشعراوى فى كتابه معجزة القرآن الذى اصدره عام ١٩٧٨ .. قائلا : هل يستطيع محمد عليه الصلاة والسلام .. ان يتنبأ بنتيجة معركة حربية .. قبل ان تبدأ بسبع أو ثمانى سنوات .. ويحدد من المنتصر .. ومن المهزوم .. وما الذى يجعله يدخل فى قضية غيب كهذه .. وكيف يخبر الكفار بما تخفيه صدورهم .. ولم تهمس به شفاهم .. والاكثر من ذلك يقول لاعداء الإسلام ما سيقع لهم .. ويتحداهم فى قضايا الغيب .. وماذا كان يحدث لقضية الإيمان كله .. لو لم يصدق القرآن فى كل حرف جاء به ..
يقول الشعراوى .. القرآن يحمل اكثر من معجزة .. تحدى الله به العرب ثم الانس والجن .. فالقرآن يتحدى كل القوى التى لها اختيار .. التى ميزها الله .. بقدرة العقل والفكر والاختيار .. ويضيف الشعراوى .. إذا نظرنا الى المعجزات السابقة .. وجدناها من أفعال الله .. من الممكن أن تنتهى المعجزة بعد ان يتمها الله .. فالبحر انشق لموسى ثم عاد الى طبيعته .. النار لم تحرق ابراهيم ولكنها عادت الى خاصيتها .. ان معجزة النبى صلى الله عليه وسلم صفة من صفات الله .. وهى كلامه والفعل باق بابقاء الفاعل له .. وقد كانت الكتب السماوية السابقة للقرآن .. داخلة فى نطاق التكليف .. بمعنى ان الله سبحانه وتعالى .. كان يكلف عباده بالمحافظة عليها .. اما القرآن فقد تعهد الله سبحانه بالمحافظة عليه : انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون .. وهنا يتساءل الشعراوى : لماذا .. اولا : لان القرآن معجزة .. وكونه معجزة لابد أن يظل بهذا النص وإلا ضاع الإعجاز .. وثانيا : لأن الله جرب عباده فى الحفاظ على الكتب السماوية السابقة .. فنسوا جزءا مما ذكروا به .. والذى لم ينسوه كتموا بعضه .. والذى لم يكتموه يلوون السنتهم به ويحرفونه عن موضعه .. كما جاءوا بأشياء من عندهم .. وقالوا انها من عند الله .. من هنا فإن الله سبحانه قرر ان يحافظ على القرآن .. وكلما مر الزمن ازدادت المحافظة على القرآن .. يقول الشعراوى : نجد القرآن فى كل مكان .. فى المنزل .. فى السيارة .. فى المكتب .. حتى غير المسلم يحافظ على القرآن ويحمله .. فنجد شخصا المانيا مثلا .. يفكر فى ان يكتب القرآن فى صفحة واحدة .. بشكل جميل .. كما نجد دول غير مسلمة .. تتفنن فى طباعة المصحف بشكل جميل أنيق .. ان ذلك يحدث لان الله سبحانه .. يريد ان يؤكد لنا على انه يحفظ القرآن الى ان تقوم الساعة ..
يقول الشعراوى : ان القرآن يتنبأ بهزيمة الكفار .. فى وقت كان المسلمون قلة واذلة .. لا يستطيعون حماية انفسهم تصديقا لقوله : سيهزم الجمع ويولون الادبار .. لقد نزلت سورة القمر .. حتى ان عمر بن الخطاب قال : اى جمع هذا الذى سيهزم ونحن لا نستطيع أن نحمى أنفسنا .. ولكن لطالما قالها الله .. فسوف يحققها .. وبعد ذلك نجد عجبا فى القرآن .. حيث الوليد بن المغيرة .. العدو الأكبر والألد للإسلام .. المعروف بكبريائه ومكابرته وعناده .. ماذا قال القرآن فيه : " سنسمه على الخرطوم " .. اى انه سيقتل بضربه على أنفه .. وتأتى معركة بدر .. فيجد الناس هذا المكابر .. قد مات بضربه على أنفه !! يا سبحان الله .. من الذى يستطيع ان يحدد موقع الضربة ومكانها بمثل هذه الدقة !!
ويتوقف الشعراوى امام قول الحق : تبت يدا ابى لهب وتب ما اغنى عنه ماله وماكسب .. سيصلى نارا ذات لهب وامرأته حمالة الحطب فى جيدها حبل من مسد .. هذا قرآن نزل فى عم رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) هذه الآية .. كان أبو لهب قادر على أن يحارب بها الإسلام .. بل كان يكفى ابو لهب ان يذهب إلى المسلمين .. ويعلن اسلامه حتى ولو قالها نفاقا ورياء .. ويعلن ان محمدا قد انبأكم اننى سأموت كافرا .. وان هذا كلام مبلغ من عند الله .. وإنا أمامكم أعلن اسلامى .. لأثبت لكم ان محمدا كاذب .. ولو كان أبو لهب يملك ذرة واحدة من الذكاء لفعل هذا .. لكن حتى هذا التفكير .. لم يجرؤ عقله على الوصول اليه .. بل مات وهو كافر .. المعجزة هنا ان القرآن .. قد أخبر بما سيقع من عدو .. وتحداه فى امر اختيارى .. فالذى أنزل هذا القرآن يعلم جيدا .. انه لن يأتى الى عقل أبى لهب تفكير يكذب به القرآن .. هل هناك اعجاز اكثر من هذا .. نحن امام اعجاز آخر .. هو التنبؤ بهزيمة الفرس وانتصار الروم .. " الم ..غلبت الروم فى ادنى الأرض .. وهم من بعد غلبهم سيغلبون فى بضع سنين .. هل يستطيع قائد عسكرى مهما بلغت قوته وعبقريته ونبوغه ان يتنبأ .. بنتيجة معركة عسكرية ستحدث بعد ٨ سنوات بين الروم والفرس .. وماذا كان سيحدث ان لم تقع المعركة بين الروم والفرس .. لكنها وقعت وانتصر الروم .. كما جاء فى القرآن الكريم .. تعمدت ان انقل لكم ماجاء على لسان الشيخ الشعراوى فى تفسيره للقرآن الكريم .. كدليل مادى قوى .. على أن معجزة الشعراوى .. هى تفسير القرآن الكريم بأسلوبه الخاص وببساطته وفهمه العميق المميز .. رحم الله الشيخ الشعراوى واسكنه فسيح جناته .. برحمته .. وبما قدم لنا من تفسير وتوضيح للقرآن .. لم يسبقه اليه احد .
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية