تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
مالا نعرفه عن انيس منصور
امامنا نموذج وقدوة .. لم نعرف الكثير من جوانب شخصيته .. فأنيس منصور .. كان الأول على مصر فى الابتدائية والإعدادية والثانوية العامة .. والأول على قسم الفلسفة جامعة القاهرة .. حرص طلبة الأقسام الأخرى على حضور محاضراته بقسم الفلسفة .. تعمدت ان اقدم لكم ما جاء على لسانه .. وان كانت ندوة كتاب الهلال .. هى الاكثر غزارة فى المعلومات عن انيس منصور .. وهى الندوة التى تم تسجيلها كاملة فى كتاب الهلال عدد ٥ ابريل ٢٠١٠ فى عهد الاستاذ الكاتب الكبير عبدالقادر شهيب رئيس مجلس الإدارة والأستاذ عادل عبد الصمد رئيس التحرير ..
ويرجع السر فى حديث انيس منصور بهذه الاريحية الى انه كان أبرز اعمدة دار الهلال .. حيث عمل بها قادما من أخبار اليوم هو والكاتبان الكبيران مصطفى أمين وعلى أمين .. خلال ٦٢ _ ١٩٦٣ .. ثم عادوا بعد ذلك للأخبار .. وكان انيس منصور له صفحتان باسمه .. فى المصور .. وكان يعمل فى ذلك الوقت محررا بالاهرام ومحررا بروزاليوسف ومحررا بجريدة الأساس .. يقول انيس منصور : انا ريفى من الطبقة المتوسطة .. نشأت فى الريف .. ولا تزال افكارى بها الكثير من الريفية .. فلم انشر صورة لأمي .. كما لو كان نشرها عيبا .. وحفظت القرآن كاملا فى ثلاث سنوات ونصف .. فى الكتاب مثل باقى ابناء القرية .. حفظت القرآن بالرغم من اننى لم أكن اعرف القراءة والكتابة .. سماعى فقط !!
كان والد انيس منصور يعمل مأمور التفتيش فى مزارع عدلى باشا يكن رئيس وزراء مصر فى ذلك الوقت .. ويلتحق انيس منصور بمدرسة السنبلاوين الابتدائية القريبة من قريته ( نوب طريف ) .. ذهب والده الى المدرسة يستفسر من مدرس اللغة العربية .. لماذا حصل أنيس منصور على صفر فى موضوع الانشا .. قال المدرس : ان أنيس كتب ابياتا من الشعر فى الموضوع .. فمن أين له بهذا الشعر وهو فى الرابعة الابتدائى .. اكيد نقله .. فقال الوالد لابنه انيس : سمع يا ولد نهج البردة لأحمد شوقى !
.. فانطلق انيس منصور .. ثم اضاف الأب : سمع يا ولد الهمزية .. فانطلق التلميذ انيس منصور .. وقف المدرس امام نبوغ هذا الطالب معتذرا للوالد .. ومنح انيس منصور الدرجة النهائية ..!
هذه الواقعة تستحق ان نتوقف امامها .. لنكشف دور الاسرة فى متابعة الأبناء أولا بأول .. وان التفوق والنبوغ لا يأتى صدفة ..
يقول انيس منصور : كل مصادر معلوماتى كانت من امى .. وهى لا تقرأ ولا تكتب .. امى تقول لى ذاكر .. أنجح .. اطلع الأول .. اقول حاضر .. امى ترغب ان اكون وزيرا .. لأن ابن خالتها رئيس وزراء مصر .. فأقول حاضر .. وبعد سنين .. عرض على الرئيس السادات ان اكون وزيرا للثقافة فى وزارة د. عبد العزيز حجازى .. فاعتذرت .. فأنا لا أنفع كوزير .. انا اريد ان اقرأ واكتب فقط .. ومن كان يعنيها ان اكون وزيرا قد ماتت .. فلا يهم ..
يقول انيس منصور : عملت بالصحافة بالصدفة .. كنت أريد أن أكون مدرسا بالجامعة للفلسفة .. كان اساتذتى : عبد الرحمن بدوى وشوقى ضيف ولويس عوض .. يريدون ان اعمل بالجامعة وليس الصحافة .. لكن والدى كان قد مات وعلى ان اعمل فعملت بالصحافة .. غير انى الى الان أديب يعمل بالصحافة بالرغم من انى حصلت على كل ما يتمناه اى صحفى .. رأست التحرير عشر سنوات .. وتوليت رئاسة مجلس الإدارة وعضوية مجلس الشورى ٢٥ عاما .. بدأت حياتى الصحفية فى الصفحة الأخيرة .. واختيارى لرئاسة تحرير الجيل .. لانى قمت برحلتى حول العالم التى استغرقت ٢٢٨ يوما بلا توقف .. وكنت فى ايطاليا .. كلمنى على أمين .. قال لى : امك صحتها كويسة وزملاؤك اختاروك رئيس تحرير .. وبعد مجلة الجيل اصبحت رئيس تحرير مجلة " هى " ثم رئيس تحرير " اخر ساعة " ثم أنشأت مجلة اكتوبر ومجلة وادى النيل ورأست تحرير مجلة العروة الوثقى .. ومجلة كاريكاتير وجريدة مايو ومجلة الكاتب المصرى التى كان يصدرها د. طه حسين .. هدفى من مقالاتى .. ان اكون مفهوما عند اقل الناس ثقافة .. جيلى محظوظ لأننا نهلنا من عظماء كبار : العقاد وطه حسين والحكيم والمازنى وسلامه موسى وهيكل باشا .. وفى الفن : عبدالوهاب وأم كلثوم ويوسف وهبى .. كنت اكلم طه حسين فى الصباح .. وفى المساء اكلم العقاد وفى العاشرة عند عبدالوهاب .. واتناول الإفطار مع ام كلثوم .. هؤلاء نماذج ناجحة .. قدوة لنا .. اذكر عندما ترك كامل الشناوى اخبار اليوم وذهب للجمهورية .. كتبت مكانه فى اليوميات .. كان يكتب هذه اليوميات وقتها سلامه موسى وزكى عبد القادر ومصطفى أمين وعلى أمين والتابعي والعقاد .. وانيس منصور أصغر كاتب فيهم .. لابد أن اكتب بشكل جيد .. واقسو على نفسي جدا جدا .. حتى لا يقال من اللى حشر ده وسط الكبار .. !
وقدم لنا انيس منصور ٢٣٦ كتابا ..
يقول انيس منصور لكل رئيس عمل :
واجبك ان تهئ الجو فقط .. وتعطى الفرصة المتساوية للجميع .. ليظهروا .. زمان كنا نقول للبائع كبر الورقة شوية لنقرأها .. الآن توجد المكتبات والتليفزيون والنت يعني مجال المعرفة والثقافة اصبح بلا حدود .. ولا يزال الكتاب هو الكتاب .. كنت اقوم بمهام رسمية يكلفنى بها الرئيس السادات .. لا يعلم بها وزير الخارجية ولا رئيس الوزراء ولا الصحافة .. كنت فى الحج للحجة الثامنة .. وانا مرتديا ملابس الإحرام بالمسجد الحرام .. اتصلت بالسادات وابلغته برغبتى فى الذهاب معه الى إسرائيل .. فأرسل لى طائرة وذهبت من المسجد الحرام .. للمسجد الأقصى .. بقى ان نعرف ان أنيس منصور وموسى صبرى .. كتبا خطاب السادات الذى القاه فى الكينيست .. يقول انيس: كتبت ما يخص الجانب الاسلامى واليهودى .. وكتب موسى صبرى ما يخص الجانب المسيحى .. قرر انيس منصور عدم الإنجاب ووافقت زوجته رجاء منصور التى كان اخوالها زكريا توفيق وتوفيق عبد الفتاح من الضباط الاحرار .. وقد استجاب الرئيس السادات لانيس منصور باطلاعه على تقارير الجهات الأمنية التى كتبت عنه فى ذلك الوقت .. ولد انيس منصور فى ١٨ اغسطس ١٩٢٤ وغادرنا فى ٢١ اكتوبر ٢٠١١ عن عمر ٨٧ عاما .. رحم الله احد رموز الصحافة والفكر والفلسفة .. الذى سيظل فى وجداننا مدى الحياة .
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية