تعالوا نعيش روحانيات شهر القرآن  .. شهر كلام الله .. هذا المقال هو خلاصة ٣ كتب : معجزة القرآن للشعراوى  والاسلام كبديل للدكتور مراد هوفمان ورسائل القرآن لادهم الشرقاوى  ( قس بن ساعدة ) ..

مازال امامى .. اعظم قرار عفو .. فى تاريخ البشرية .. لرسول الله صلى الله عليه وسلم  .. اذهبوا فأنتم الطلقاء .. لأن ما عند الله افضل من كل شئ .. وما أجمل القلوب الطيبة اللينة التى لا تعرف القسوة  .. ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك .. كيف سلم ابراهيم من النار .. ونجا يونس من بطن الحوت وشق موسى البحر بعصاه .. ويبقى قرار العفو العام .. كما فعل رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم  .. يقفز امامى دائما .. وأقول فى نفسى .. ان رسول الله صلى الله عليه وسلم  .. يعلم جيدا .. ان ما عند الله افضل  .. بمعنى ان التسامح والعفو .. ثوابها عند الله افضل من الانتقام وتعميق الكراهية والحقد والغل ..

فالاسلام دين التسامح .. وما اعظم ان يأتى التسامح لله .. والله فقط .. إيمانا بأن ما عند الله لا يضيع ابدا .. فما عنده افضل .. ما اعظم ان لا يبقى فى قلب العبد .. الا الله  .. ولنتذكر دائما قدرة الله  .. والاكثر من ذلك ان الدعاء يغير القدر .. فدعاء واحد : أغرق الله به الأرض انتصارا لعبده نوح .. وأصلح الله الزوجة العاقر لعبده زكريا .. كما جعل الله بطن الحوت امنا على عبده يونس ..

وبدعاء واحد من ابراهيم صارت مكه هوى القلوب : فاجعل افئدة من الناس تهوى اليها .. ولنتذكر دائما : إذ يقول لصاحبه لا تحزن ان الله معنا .. الم اقل لكم ما عند الله افضل  .. ولنتذكر قول موسى .. لما رأى البحر امامه وفرعون وراءه وقومه يقولون له : انا لمدركون .. فيقول موسى : كلا ان معى ربى سيهدين .. ومن عظمة الحق سبحانه أن تتأخر الاستجابة للدعاء .. بالرغم من أنه القائل ادعوني استجب لكم .. ولكن هذا التأخير لحكمة .. لأن فى قدرة الله شأن لنا .. قد يكون فى القلب قسوة .. يريد الله ان يلينها لنا .. من هنا تتأخر الإجابة .. لماذا ؟ لكى يخرج الله من قلبنا كل غرور .. وكل احساس بأنك افضل من غيرك .. وكل عاص نظرت اليه بعين الازدراء بدل الرحمة .. وبعد ان ينقى الله قلوبنا .. يستجيب ..

ولنتذكر دائما  .. ان رسول الله صلى الله عليه وسلم  .. كان يقدر على الانتقام أو ان يأخذ موقفا معاديا .. لكنه قال : يغفر الله لكم .. لماذا ؟ لأن الله قبل الناس .. فما عند الله أفضل .. فقيمتنا الحقيقية من نكون عند الله .. ولنتذكر اكثر دعاء للنبي صلى الله عليه وسلم  : اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبى على دينك  .. فلولا تثبيت الله لقلوب عباده .. لعبثت بهم الشياطين  .. كان فتية الكهف على دين الحق .. ومدينتهم تعبد الاوثان فلما ربط الله على قلوبهم .. هان عندهم كل شيء .. وكذلك ام سيدنا موسى عليه السلام  .. حين القته فى اليم .. لولا أن ربط الله على قلبها .. لم تفعل .. انظروا الى قول الحق سبحانه  : فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله ..

كان ابن القيم يردد دائما  : ما عوقب عبد بعقوبة اكبر من قسوة القلب .. فأى عقاب أقسى من ان يصبح قلب الإنسان كالمقبرة .. قال الخليفة المنصور للربيع  : ما اطيب الحياة  .. لولا الموت .. فرد الربيع : ما طابت الدنيا إلا بالموت .. فلولا الموت ما وصلت الخلافة إليك .. فلنتذكر دائما أن ما عند الله افضل  .. ففروا الى الله : الهروب الى الله  .. هروب منتصر وهو قرار شخص قوى .. كيف ؟ ان تمتنع عن المعصية وانت قادر عليها .. وان عودتك منكسرا بعد كل معصية  .. قوة .. وهى نفس القوة التى تجعلك ترفع عنك غطاءك لتقوم لصلاة الفجر  .. فى عز البرد ..

أتوقف طويلا امام ما عند الله افضل  .. فى قول الحق سبحانه  : " واوحينا الى ام موسى ان ارضعيه فاذا خفت عليه فألقيه فى اليم ولا تخافى ولا تحزنى إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين " .. يا الله ما هذا اليقين الذى زرعته فى قلب أم موسى .. جعلتها تلقيه فى النهر .. وكلها ثقة انك ستعيده اليها ..

اللهم ارزقنا مثل هذا اليقين .. ولنتذكر دائما قول الحق  : وليعفو وليصفحوا ألا تحبون ان يغفر الله لكم والله غفور رحيم .. ولأن الله يحب العفو والصفح  .. جاء حبه للعافين عن الناس والصافحين عنهم اكبر من غيرهم ..

فى النهاية أقول .. لا يوجد افضل مما عند الله .. اللهم أعنا على صيام شهر رمضان  .. كما تحب وترضى .. اللهم صبرا .. كصبر هاجر .. قالت : لن يضيعنا الله .. تركها ابراهيم وابنها فى أرض جدباء ليس بها ماء ولا انيس .. قالت : الله أمرك ؟! فلما قال لها نعم .. اطمأنت لأن ما عند الله افضل  .. اللهم ارزقنا يقينا مثلها .. فإن المعيار الحقيقى هو ما عند الله .