تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
عيون الشعب
يتعلم الانسان كل يوم شيئا جديدا .. من الاسرة التى يعيش فيها .. ومن تعاملاته الحياتيه ومن قراءاته ومن سفره وايضا من زملائه .. واكيد من المدرسة والجامعة .. ومن حصيلة كل هؤلاء تتكون الشخصية ..
اعترفت قبل ذلك .. فى مقال سابق اننى تعلمت من هؤلاء الأدباء العظام .. واليوم استكمل اعترافاتى لهؤلاء الذين تعلمت منهم .. اصحاب الفضل .. وليكن الاعتراف الأول .. لوالدى المرحوم عبدالرؤوف عدس .. الذى ترك لنا ثروة من حب الناس .. لا تقدر بمال .. تعلمت منه الشموخ والا انحنى الا لله وحده .. تعلمت منه العطاء دون إنتظار مقابل .. فقد كان خدوما بلا حدود .. تعلمت منه التسامح .. فهو يكاد يكون بدون أعداء أو خصوم .. تعلمت منه الكثير والكثير .. وان كان القدر لم يمهلنى لكى ارد له الجميل .. فقد اختطفه الموت مبكرا ونحن على أعتاب الحياة العملية .. ولابد ان اعترف صراحة ان اسم والدى مهد لى الطريق لانطلق فى مهنة صاحبة الجلالة الصحافة .. فقد كان صحفيا يسبقه تاريخ مشرف فى الصحافة ..
واذكر بكل فخر اساتذتى الذين تعلمت منهم فى الابتدائى الأساتذة : السخاوى ( لغة عربية ) _ رشدى ( الحساب ) _ عزام ( تربية رياضية ) .. تعمدت ان اذكر هؤلاء تحية وتقدير واعتراف بجميلهم ..
أتوقف أمام هؤلاء الذين تعلمت منهم فى محراب صاحبة الجلالة .. اساتذتى .. البداية مع الاستاذ عبداللطيف فايد نائب رئيس تحرير الجمهورية رئيس قسم المحافظات .. اول من استقبلنى بالجمهورية .. تعلمت منه الدقة والالتزام .. وعشق العمل .. كان اليد الحانية الرائعة .. التى تلقفتنى بكل ترحاب وطمأنينة .. رحمه الله واسكنه فسيح جناته .. تعلمت من الأستاذ محسن محمد رئيس تحرير ومجلس إدارة الجمهورية الأسبق .. الذى أصدر قرار تعينى .. تعلمت منه عشق القراءة .. كان يذهب يوميا الى مكتبة الجامعة الأمريكية بميدان التحرير .. وعندما سألته عن سر ذهابه اليها .. قال : لاقرأ جميع الجرائد الاجنبية .. فالجامعة الأمريكية .. تأتى اليها يوميا جميع الصحف بالطائرة فى اليوم التالى لصدورها .. وقال : ان الأبواب الجديدة فى الجمهورية اقتبستها من هذه الصحف .. وهذا سبب نجاحنا ووصولنا لتوزيع مليون نسخة فى العدد الاسبوعي للجمهورية .. من هنا تعلمت ان القراءة والاطلاع .. اهم مقومات النجاح .. تعلمت من محسن محمد ان عنوان المقال لا يزيد عن كلمتين أو كلمة واحدة فقط .. طبقا لمبدأ البلاغة فى الايجاز ..
تعلمت من استاذى سمير رجب رئيس تحرير ومجلس إدارة الجمهورية .. كتابة المانشيتات والعناوين ببراعة فائقة .. تعلمت منه المتابعة لكل كبيرة وصغيرة فى الجريدة .. لم يترك شيئا للصدفة إنما كان وراء كل عمل ناجح فى مؤسسة الجمهورية بكافة اصداراتها .. تعلمت منه الطموح ومواجهة المستحيل بل والانتصار عليه .. اقام مبنى الجمهورية الجديد فى شارع رمسيس .. بالرغم من معوقات ارتفاعات المبنى .. لكنه بالاصرار والعزيمة نجح .. ليبقى مبنى الجمهورية شاهدا على عطاء كاتبنا سمير رجب .. تعلمت منه كيف ينهض بجريدة بنفس امكانياتها .. كما فعل مع جريدة المساء عندما تولى رئاسة تحريرها .. حيث حولها الى واحدة من اكبر الصحف المصرية .. سواء المسائية أو الصباحية .. الاستاذ سمير رجب نموذج يستحق ان نتوقف امامه بما حققه من نجاحات صعبة على مختلف انشطة الحياة .. حتى الإنسانية .. كان يتراجع عند توقيع اى جزاء أو يرفعه .. بمجرد الاعتذار .. لم يعرف الفشل طوال رحلة عمله .. كان النجاح والنجاح فقط طريقه الوحيد .. جعل غالبية القراء .. بداية من الوزير وحتى اصغر مسئول .. ينتظر كبسولاته كل خميس .. تعلمت منه الجرأة والاقدام دون تردد على كل عمل مؤمن ومقتنع به ..
تعلمت من استاذى ناجى قمحه مدير تحرير الجمهورية .. التفاني فى العمل .. فلا يوجد فى هذه الدنيا لديه .. سوى عشقه للجمهورية محبوبته الدائمة .. فهو لم يتخلف يوما واحدا عن الجمهورية ورئاسة اجتماع الديسك اليومى .. الا لعذر قهرى .. تعلمت منه وضع المانشتات بكل حرفنه وإتقان .. خاصة الرياضية التى برع فيها .. فعندما كان الرئيس جمال عبدالناصر .. يعجب بمانشيت الجمهورية .. يسأل عن كاتبه .. يقولوا له ناجى قمحه .. تعلمت منه .. الدفاع عن كل مظلوم .. حتى يحصل على حقه .. وهو صاحب خلق رفيع عف اللسان
.. تعلمت من الأستاذ عبد الكريم سليم نائب رئيس تحرير الجمهورية للديسك .. كيف اكتب رأى الجمهورية ( الجمهورية تقول ) .. علمنى كيف اختار الموضوع .. ثم اكتبه ..
تعلمت من الأستاذ إسماعيل الشافعى نائب رئيس التحرير رئيس قسم الأخبار .. كيف تكون علاقة الصحفى بالمصدر الذى يحصل منه على الخبر .. فقد كان شبكة علاقات عامة مع جميع المسئولين .. تعلمت منه الكثير فى رحلة اوائل الثانوية العامة لأوروبا ..
تعلمت من الأستاذ صالح ابراهيم نائب رئيس التحرير .. ان العمل عبادة .. ولا توجد قوة تمنعه من ممارسة عمله فى بيته الثانى الجمهورية التى منحها عمره كله .. فهو مازال يعمل بالرغم من أنه فوق ال ٧٥ سنة .. أطال الله عمره ومتعه بالصحة والسعادة .. يحرص على الحضور لممارسة مهنته التى يعشقها ويفضلها عن كل شئ .. تعلمت منه المقدرة والبراعة فى إعادة الصياغة للأخبار والموضوعات الصحفية واعدادها للنشر .. تعلمت منه الصبر وقوة التحمل فى اداء العمل .. استاذ صالح ابراهيم .. نموذج فى العطاء وحب المهنة
.. تعلمت من الأستاذ محفوظ الأنصاري رئيس تحرير الجمهورية الأسبق .. كيف اتابع الأخبار العالمية والمحلية اولا بأول .. وكيف اسجل كتابة اى لقاء أو حدث بمنتهى السرعة .. فقد كان وهو رئيس تحرير .. يكتب بنفسه .. اللقاءات التى تنظمها الجريدة وبمجرد انتهاء اللقاء .. يقدم لنا الأستاذ محفوظ اللقاء كاملا بخط يده .. تعلمت منه التسامح والاعتذار عند المقدرة .. فقد شاهدته وهو يذهب لأحد الزملاء ليعتذر له .. وهو رئيس التحرير .. لانه طرده من مكتبه .. قال له بكل وضوح .. انا آسف .. هكذا كانت اخلاق محفوظ الأنصاري .. تعلمت الكثير من هؤلاء وغيرهم ..
ومن حسن حظى انى عملت مع هذا الجيل من العمالقة .. كل واحد منهم يمثل مدرسة فى العطاء وحب المهنة .. لم يبخلوا علينا بعلمهم ولا ثقافتهم .. إنما كانوا قدوة لنا .. علمونا دون ملل أو كلل .. تعاملوا معنا بكل حب وابوية صادقة
.. كانوا سببا فى نجاحنا .. قدموا لنا عصارة أفكارهم وجهدهم .. لنتقدم الصفوف .. ونقف خلفهم اقوياء .. ادعوا معى لهؤلاء الكبار والاساتذة الذين لم يبخلوا علينا بعلمهم أو خبرتهم .. اللهم احفظهم ومتعهم بالصحه والسعادة .. وأدم عليهم نعمة العطاء
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية