تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

عمر بن الخطاب !!

ما زلنا نعيش روحانيات شهر القرآن  .. امامى ثلاث كتب  : محمد رسول الله والذين معه للكاتب الاسلامى الكبير عبد الحميد جوده السحار  ، ورجال حول الرسول للكاتب المبدع خالد محمد خالد  ،_ والشيطان والانسان لفضيلة الشيخ محمد متولى الشعراوى  ..

وهى كتب تخطفنا لنعيش فى رحاب هذا الشهر العظيم  .. وهى تكشف لنا عظمة حقيقة الإسلام  .. وما يفعله فى قلوب الناس  ..

وما زالت قصة اسلام عمر بن الخطاب تقشعر لها القلوب قبل الأبدان  .. وبالرغم من اننا جميعا نعرف جيدا تفاصيل اسلامه  .. إلا اننا نتوقف طويلا امام حياة عمر  ..كنموذج نحبه ونعجب به  ..

ونرى فيه قوة الإيمان وعدل الإسلام  .. كيف كان عمر جبارا قبل اسلامه  .. ينزل أقسى العذاب بمن تنكر لدين الآباء  .. كان يضطهد كل من يسلم من جيرانه  .. ومنهم عامر بن ربيعه وزوجته  .. ولما ضاق المسلمون باضطهاد قريش لهم  .. استأذنوا رسول الله صلى الله عليه فى الهجرة إلى الحبشة  ..

وعندما تأهب عامر وزوجته للرحيل  .. شاهدهما عمر بن الخطاب  .. وفى صوت هادئ بدون غلظة  .. سألهما  .. انه الرحيل  .. قالت أم عبد الله  .. نعم والله لنخرجن فى أرض الله  .. آذيتمونا وقهرتمونا حتى يجعل الله لنا مخرجا  .. فرد عمر بن الخطاب  : صحبكم الله  .. قالها عمر وسط اندهاش الجميع من رقة عمر فى هذه اللحظة  .. وهو ما جعل زوجة عامر تقول لزوجها  : يا ابا عبد الله أرأيت عمر ورقته وحزنه علينا  ..
فقال  : أطمعت فى اسلامه  ؟
قالت  : نعم  ..
فرد : فلا يسلم عمر حتى يسلم حمار الخطاب  !!

وكان عمر يذهب إلى الحانات ليرتمى فى أحضان الغيبوبة التى تريحه من آلام الصراع الذى بداخله حول الدين الذى جاء به محمد  .. يعكر عليه صفو حياته  .. وكان يذهب إلى حلقات المصارعة فى الأسواق  .. ليفتن بقوته النساء  .. كان فكره يؤرقه  .. ما هذا الدين الذى يفرق بين الأب وإبنه والزوج وزوجته

 .. يقول فى نفسه انها فتنة أصابت كل بيت  .. ولن يخمدها إلا قتل محمد  ..

من هنا خرج عمر رافعا سيفه يريد قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم  .. وأخبره اصحابه  .. انهم يجتمعون فى بيت عند الصفا  .. وعدد من اسلم مع محمد حوالى ٤٠ ومعهم عمه حمزه بن عبد المطلب وابو بكر الصديق وعلى بن أبى طالب  .. وعمر فى طريقه لقتل محمد صلى الله عليه وسلم  .. يلتقى نعيم بن عبد الله النحام وهو من نفس قبيلة عمر  .. كان قد اسلم ولكنه أخفى اسلامه  ..
قال لعمر  : أين أنت ذاهب  ؟
قال عمر  : اريد محمدا  .. الذى فرق قريش وسفه أحلامها وعاب دينها وسب آلهتها  .. لأقتله  ..

وخفق قلب نعيم خوفا على محمد صلى الله عليه وسلم  .. فهو يعلم جبروته وأراد ان يوقفه  ..
فقال له  : والله لقد غرتك نفسك من نفسك يا عمر  .. اترى قبيلة عبد مناف تتركك تمشى على الأرض وقد قتلت محمدا  ..
وأراد ان يوجه عمر الى وجهة غير وجهته ليبعده عن إيذاء رسول الله صلى الله عليه وسلم  .. فقال : أفلا تذهب إلى بيتك فتصلح أمرهم  ؟

قال عمر : اى اهل بيتى  ؟
رد نعيم  : اختك فاطمه بنت الخطاب وزوجها ابن عمك سعيد بن زيد  .. فقد والله اسلما واتبعا محمدا  .. فعليك بهما  ..

ودخل عمر بيت اخته وبطش بسعيد فقامت اليه فاطمه لتبعده عن زوجها فضربها صفعة قوية  .. فلما رأى الدم من أخته  .. اهتز وقال لها  : اعطني هذه الصحيفة التى سمعتكما تقرءونها لأنظر ما هذا الذى جاء به محمد  .. هنا قرأ عمر القرآن بقلبه  .. فإذا بالغشاوة تنزاح عن بصيرته وتفيض عليه الرحمة حتى دمعت عيناه  ..

هنا يشرح الله قلبه للإسلام  .. هنا يستشعر كأنما قد خلق من جديد
فرفع بصره عن الصحيفة وقال  : ما احسن هذا الكلام واكرمه  .. هنا أسلم عمر  .. وأراد ان يعلن اسلامه على الملأ  .. فذهب إلى جميل بن معمر الجمحى  .. اكثر الناس نقلا للأحاديث  .. فقال له  : أعلمت يا جميل انى قد أسلمت ودخلت فى دين محمد  .. قام جميل يصرخ بأعلى صوته  : يا معشر قريش  .. ان عمر بن الخطاب قد صبأ  .. فيرد عمر من خلفه : كذبت لكن قد أسلمت وشهدت ان لا اله الا الله وان محمد عبده ورسوله  ..

وانطلق عمر الى منزل أبى جهل اشد اهل مكه عداوة لرسول الله صلى الله عليه وسلم  .. ليخبره انه قد اسلم ..

وخرج له ابو جهل مرحبا قائلا : مرحبا واهلا بإبن اختى  .. ماذا جاء بك ؟
قال عمر  : جئت لأخبرك انى قد آمنت بالله وبرسوله محمد وصدقت بما جاء به

 .. فضرب ابو جهل الباب فى وجهه قائلا  : قبحك الله وقبح ما جئت به  ..

وفزعت قريش لإسلام عمر بن الخطاب .. وكلنا يعلم قصة اسلام عمر  .. عندما ذهب إلى رسول الحق صلى الله عليه وسلم  .. ليعلن اسلامه امامه .. انه عمر بن الخطاب  الذى رأى فى المنام .. بعد ان اتفق رسول الله مع اصحابه على أن يكون الناقوس ( الجرس ) هو آداة جمع الناس للصلاة .. وعمر يريد ان يشترى خشبتين ليعلق فيهما الناقوس .. إذا بعمر يرى فى المنام .. من يقول له : لا تجعلوا الناقوس  .. بل أذنوا للصلاة .. فذهب عمر الى النبى صلى الله عليه وسلم  .. ليخبره بالذى رأى .. فما شاهد إلا بلال يؤذن .. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم  .. قد سبقك بذلك الوحى يا عمر .. كان بلال يؤذن على أعلى بيت حول المسجد .. بالمدينة المنورة  .. وكان يذهب عند السحر .. ينتظر الفجر ويدعو الله  : اللهم انى أحمدك واستعينك على قريش ان يقيموا على دينك .. وكان يرددها كل فجر .. حتى جاء نصر الله والفتح .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم  : عمر معى وانا مع عمر  .. والحق مع عمر حيث كان  .. وقال لى جبريل ليبكى الإسلام على موت عمر .. انه دين الحق الذى قدم لنا من بهروا الدنيا كلها  .. بسلوكهم .. ان قصة اسلام عمر تعكس ارادة الله .. انه تتلمذ على يد رسول الحق صلى الله عليه وسلم  .

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية