يشغلنى كثيرا .. كيف يمكن للانسان ان يكتسب مهاراته .. وينمى ادواته .. كيف يقفز على همومه وآلامه .. وينمى طموحه .. كيف يصنع لنفسه طريقا مميزا .. البداية لابد ان نعترف بإن الله سبحانه خلق الإنسان وبداخله استعداد فطرى للطموح .. بالاضافة إلى ما يكتسبه الانسان من الحياة نفسها وما يراه ويلمسه ويعيشه داخل اسرته ومجتمعه .. يمكن ان يعزز الانسان طموحه ويقويه اذا اراد .. كيف ؟! فالطريق الى الطموح والتميز سهل بشرط الرغبة والارادة .. امامنا أدوات المهارة .. وقد يكتسبها الانسان اذا تعلم النظام او التنظيم .. قبل ان اكتب هذا المقال .. اطلعت على عدة ابحاث عالمية للعديد من الجامعات الدولية .. عن أدوات اكتساب المهارة .. لعل التنظيم بكل ما تحمل هذه الكلمة من معانى .. بداية الطريق لأهم اداة من أدوات المهارة .. تنظيم الوقت .. فأخطر ما يواجه الانسان .. ويفسد عليه كل سبل اكتساب المهارات .. والتميز والطموح .. هو عدم الاعتراف بالتنظيم .. خاصة الوقت .. وصدق من قال : الوقت كالسيف ان لم تقطعه قطعك .. ويأتى بعد ذلك تنظيم كل شئ .. مكتبك .. اوراقك .. كتبك .. ملابسك .. تنظيم حقك فى الاطلاع والمعرفة .. وأهمها القراءة .. والدراسة ومنهج التعليم .. سألت مجموعة من اوائل الثانوية العامة .. عن سبب تفوقهم .. اجاب الجميع بأن تفوقهم يرجع إلى التنظيم .. تنظيم الوقت .. وكل شئ .. قالوا : اعتدنا على التنظيم حتى اصبح عادة كأسلوب حياة .. تأتى مهارة حل المشاكل واتخاذ القرار .. بعد التنظيم .. اعرف انه فى البداية يجد الانسان صعوبة .. فى اكتساب مهارات حل المشاكل واتخاذ القرار .. خاصة عندما نكون قد اعتدنا على الاعتماد الكلى على " بابا " .. ولكن بكل سهولة يمكن ان نتخلص من هذا الميراث الصعب .. ونحول الاعتماد على رأى الأب والأم إلى رأى استشاري قد نحتاجه بالفعل نظرا لخبرتهم وكثرة تجاربهم وحرصهم علينا وعلى نجاحنا .. لكننا نعتبره كضوء أخضر امامنا .. فنحن اصحاب القرار .. وما خاب من استشار .. خاصة أن الأب .. هو الانسان الوحيد فى هذه الحياة الذى يريد ان يرى أولاده افضل منه .. وكذلك الأم طبعا .. وتبقى مهارة حل المشاكل واتخاذ القرار .. هى مهارة الاعتماد على النفس وهى ايضا سهلة .. وهذه المهارة تكتسب .. بفهم اكبر للعلاقات الانسانية .. والقدرة على معرفة المزيد من الحقائق والمعلومات .. وقيمة الانسان تتوقف امام ما يجمعه من معلومات وحقائق .. سواء بالقراءة أو السفر أو المعلومات الحياتية مع البشر.. فالثقافة والمعرفة والادراك .. يقود الى سلوك مهم جدا .. هو الثقة بالنفس .. بالاضافة إلى الدين طبعا .. فالدين يبث المبادئ النبيلة داخل الانسان .. كما ينقى الضمير .. الدين هو حائط الصد الذى يحصن الانسان ضد مفاسد الحياة .. وتبقى القدوة والمثل الأعلى النموذج امام من يبحثون عن الطموح .. وكل انسان يتأثر بوالده وبمهنة والده .. أو شقيقه .. أو عمه .. أو خاله .. أو جده .. ومنا من يرفض ذلك تماما .. إيمانا منه بضرورة تفرده بشخصيتة .. واعتماده على نفسه .. خلال زياراتى لجامعة أولم بمدينة أولم بالمانيا .. سألت رئيس الجامعة .. كيف تضعون مناهج الدراسة .. قال لى : جميع المناهج لدينا نختارها لنعلم الطالب .. كيف يستطيع حل المشاكل التى تواجهه .. وقد يعانى البعض منا من تسلط بعض رؤساء العمل .. وتعنتهم وظلمهم لسبب واحد فقط هو الكفاءة والتميز .. فقد يوجد لدينا رئيس عمل محبط .. لا يعرف كيف يجعل من يعملون تحت رئاسته يقدمون افضل ما لديهم .. وهو ما يجعل الكثير يصابون بالاحباط .. أو يهربون للخارج .. والبعض يتعمد كسرهم وعدم منحهم الفرصة بالرغم من انها حقهم .. وهذا ما يعانى منه الكثير والكثير من ابنائنا .. وهذه مشكلة المشاكل .. وأصعب ما يواجه الانسان .. والأصعب هو اختلال معايير الترقية .. بحيث تصبح الكفاءة هى المعيار الاخير.. وهناك معايير أخرى يتفوق اصحابها .. على أصحاب الكفاءات .. ولكن مهما طال الوقت فإن الكفاءة تفرض نفسها .. بقى ان اقول .. ان الطموح يبدأ من داخلنا بشرط الحرص على التنظيم .. وجمع المعلومات ومعرفة الحقائق .. وتحمل المسئولية .. الى جانب النظام الغذائي والمظهر .. وممارسة الرياضة ( بالمشى ولو لمدة نصف ساعة يوميا ) .. والتقرب الى الله .. كل هذه العناصر .. هى أدوات اكتساب مهارة التميز والطموح.