لاشك فى أن الدعوات التى تحثنا على التكافل والترابط بين فئات المجتمع وتطبيق شعار كتف بكتف لهو تطبيق حقيقى لحديثه صلى الله عليه وسلم: المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا. وقد ورد فى هذا السياق أيضا: المؤمن للمؤمن كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر. ولاننسى قوله تعالى: «إنما المؤمنون إخوة». وقول الرسول الكريم: (أطعموا الطعام وصلوا والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام). فالتراحم والترابط أمر واجب بين أفراد المجتمع خاصة فى الأزمات الدولية وما يعترينا من غلاء وارتفاع فى الأسعار. وها نحن مقبلون على شهر الايثار. من أفطر صائما كان له أجر عتق رقبة، وان المجتمع المصرى يظهر معدنه النقى عند الأزمات، حيث يسود التكافل والتعاون وتراحم ومساعدة أغنياء للفقراء والمحتاجين وهو ما يساهم فى نشر المحبة والوئام بين جميع فئات المجتمع.

ولاشك أن ما نشاهده من تسابق ومشاركات لإسعاد الأكثر احتياجا، من الناس لهو دليل على أصالة المصريين فى ظل ظروف صعبة، ولا يعكر هذا الصفو سوى قلة قليلة من أصحاب النفوس الضعيفة من رواد وصانعى السوق السوداء الذين يستغلون احتياجات الناس ويقومون برفع الأسعار بلا مبرر مما يزيد من أعباء الأسرة المصرية، وعلى هؤلاء أن يتقوا الله، خاصة فى شهر رمضان، حيث يحثنا الدين على تجنب سلوكيات الاستغلال والتربح. كما يبرز هنا أيضا دور المجتمع المدنى والجمعيات الأهلية فى مساعدة الفئات الأشد احتياجا والتخفيف عنهم فى هذا الشهر الكريم.