تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

عيد الفطر.. حبور و سرور

إن في انصرام الأزمان أعظم معتبر ، فما أسرع أيام الشهر المبارك !
و بعد سويعات سنقول وداعاً رمضان يا شهر التوبة و الغفران ، و الذكر و القرآن ، و لا نعلم مَن المقبول فنُهنيه، و مَن المردود فنُعزيه، فالعِبرة بكمال النهايات لا بنقص البدايات .

إن سحابة عيد الفطر المبارك تتهيأ في الأفق ؛ لتلوح و تنبثق فجر الأربعاء المقبل - بمشيئة الله - معلنة بقدومه بعد أن امتن الله علينا بصيام شهر رمضان وقيامه، فالإسلام شرَعَ الأعياد فواصل زمنية بين العبادات ، و هذا اليوم يسمى في السماء بيوم الجائزة، فالرسول - صلى الله عليه وسلم - عندما هاجر من مكة إلى المدينة وجدَهم يتخذون يومين يمرحون فيهما ، فسأل فقالوا : هذان يومان كنا نلعب فيهما في الجاهلية  - المهرجان و النيروز - فقال لهم : لقد أبدلكم الله بهما يومين خيراً منهما هما : عيد الفطر، و عيد الأضحى.
 و من شعائر المسلمين في عيد الفطر التكبير ، وهو سُنّة في حق الرجال والنساء ، من غروب شمس آخر يوم من رمضان إلى صلاة العيد . قال تعالى في سورة البقرة : " ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون". لقد أمر الله عباده بالتكبير ؛ شكراً له على أن يسَّرَ لهم إتمام عدة شهر رمضان المبارك .

إن العيد ينثر في الأرجاء عبقه الفواح ، فتتهلل الوجوه فرحاً بقدومه ، فالفرح بالعيد شعيرة من شعائر الدين ، فعن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال : سُئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أي الأعمال أفضل ؟ قال : "إدخالك السرور على مؤمن أشبعت جوعته أو كسوت عورته ، أو قضيت له حاجة " .
إن التهنئة بحلول عيد الفطر تزيد أواصر المودة ، والتسامح فيه يفتح جسور الألفة ، ويزيل أدران الكراهية، فلنعبق يوم عيدنا برائحة العفو والصفح ، فاليوم يوم التسامح والبر والإحسان ، فمن أراد من الله العفو والمغفرة ؛ فليصفح عن الناس قال تعالى في سورة النور :" وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم".

ويجب علينا توطين النفوس على نظافتها، و القلوب على سلامتها .

لقد شرع الله لعباده ختم صيام رمضان بزكاة الفطر ، وصلاة العيد ؛ تعظيماً لله على نعمة إكمال الصيام والقيام وأوجب الشارع زكاة الفطر على المسلمين ؛ طهرة للصائم من اللغو ، وطعمة للمساكين ، ومن أداها قبل صلاة العيد فهي له زكاة مقبولة ، ومن أداها بعد الصلاة فهي له صدقة من الصدقات .
وختاماً أقول : هنيئاً لنا نحن المسلمين بعيد الفطر ، فقد كتب الله لنا بعد مشيئته الأجر والثواب ، وغفر السيئات، ورفع الدرجات، وعلينا ألا نقطع إحساناً ، ولا نهجر صياماً، فمن صام رمضان ، ثم أتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر، والله أسأل أن يعيد علينا هذه الأيام المباركة أعواماً عديدة ، وأزمنة مديدة ، وأن يديم على مصر أمنها واستقرارها وسائر بلاد المسلمين .

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية