تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

.. والعالم« يمصمص» شفاهه!

رغم بشاعة وإجرام وهمجية الغزو البرى الإسرائيلى المتواصل منذ 27 أكتوبر الماضى، فإن ما يعتزم جيش الاحتلال القيام به فى رفح أقصى جنوب غزة، سيكون الجريمة الأكبر فى تاريخ هذا الكيان الغاصب. إسرائيل لن تحارب حماس فقط بل ستقتحم مخيمات ومبانى سكنية مكتظة بـ 1٫7 مليون فلسطينى لجأوا إلى رفح فرارا من آلة القتل والدمار الإسرائيلية. إنه الجنون بعينه الذى يشاهده العالم مكتفيا بمصمصة الشفاه.

 

نيتانياهو عازم على أن يكون بطل جريمة التطهير العرقى التى توشك أن تحدث. ومن عجب أنه طلب إلى الفلسطينيين التوجه لرفح خلال عمليات جيش الاحتلال الدموية فى غزة، وعندما تجمعوا وجدها فرصة لتصفية قضيتهم بقتل أكبر عدد ممكن وإجبار الباقين على التهجير القسرى. رفح تحولت، كما يقول مسئولو الإغاثة، إلى «حلة ضغط» من اليأس. لا يعرف النازحون مصيرهم وإلى أين يفرون؟

نيتانياهو أمر جيشه بإعداد خطط الإجلاء، بما يعنى نقل النازحين إلى شمال القطاع، لكنه يدرك أكثر من غيره أن المنازل والمدارس والمخابز والمستشفيات والمساجد والكنائس والصرف الصحى ومراكز الإغاثة والبنية التحتية سُويت بالأرض، فإلى أين يتوجهون؟ غزة الآن تشبه نجازاكى وهيروشيما بعد إلقاء القنبلتين الذريتين الأمريكيتين عليهما. ماذا فعل العالم لمنع الكارثة الوشيكة؟ بايدن الذى تفاخر بأنه ساعد على تخفيف معاناة الفلسطينيين، لم تفعل إدارته شيئا سوى الإعلان عن أنها لا تؤيد الاقتحام المرتقب، أى أنها لن تمنعه. الأسوأ أن ذلك يحدث بينما الكونجرس على وشك الموافقة على منح إسرائيل 14 مليار دولار مساعدات عسكرية. أمريكا ترفض بالكلام، وتدعم بالفعل آلة القتل والإجرام الإسرائيلية.

يعتقد نيتانياهو أن رفح ستكون مكان النصر الحاسم، لكنه ينسى أنه قال مثل هذا الكلام قبل ذلك، ولم يفلح فى تحقيقه. جيشه لم ينقذ سوى رهينة واحدة، بينما بقية الرهائن المفرج عنهم حصلوا على حريتهم بعد مفاوضات مع حماس. كان العالم شاهدا على تحول رفح إلى الملجأ الأخير للنازحين، وإذا اقتحم جيش الاحتلال الملجأ، فإن إسرائيل لن تكون وحدها المجرمة بل العالم كله.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية