تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

هند الفقراء.. بهارات الأغنياء!

فى الأعلى، وعلى اللوحات الإعلانية، تتلألأ ملامح الهند القوة العظمى البازغة. صور رئيس الوزراء ناريندرا مودى قائد النهضة فى كل مكان. انعقاد قمة العشرين تدشين للعصر الجديد. عزم الحزب الحاكم» بهاراتيا جاناتا، تغيير اسم البلاد من الهند بإرثه الاستعمارى إلى« بهارات» يؤكد استعادة الهوية الثقافية والتاريخية.

 

على الأرض، قامت الجرافات يرافقها مسئولو البلدية بإزالة مئات الأكواخ القريبة من مقر القمة، حتى لا تتشوه الصورة أمام كبار الزعماء. قبيل الفجر، فوجئ ساكنو الأكواخ بحملات الإزالة ووقفوا مذهولين متسائلين: إلى أين سنذهب؟

يرى مودى أن بلاده لديها كل مقومات القوة العظمى. الدولة الأكثر سكانا بعد تجاوز الصين، والنمو الاقتصادى المتوقع بنسبة ٧٪ ، وإرسال أول مركبة فضائية على الإطلاق إلى القطب الجنوبى للقمر. هناك طبقة وسطى بمئات الملايين والسكان أكثر شبابا من الدول الكبرى الأخرى. لكن بينما نجحت الصين فى انتشال ما يقارب ٨٠٠ مليون شخص من الفقر، فإن التفاوت الطبقى الرهيب يبقى المشكلة الكبرى التى لم يستطع الساسة الهنود حلها منذ الاستقلال عام ١٩٤٧. الذين أُزيلت مساكنهم مؤخرا كانوا، حسب تقرير لشبكة» سى إن إن»، يصرخون ويبكون ويتوسلون قائلين نعيش هنا منذ ٤٠ عاما، فلماذا الآن. الحكومة نفت أية علاقة بين التخلص من العشوائيات وانعقاد القمة قائلة إنه جزء من مشروع لتجميل وتخليص العاصمة من المتسولين والأحياء الفقيرة.

تسعى الحكومات كى تحتل دولها مكانة أسمى على الساحة العالمية وتستغل المناسبات بما يدعم وجهة نظرها. الهند اعتبرت قيادة مجموعة العشرين بداية الانطلاقة الكبرى مع أنها سنة واحدة وكانت العام الماضى لإندونيسيا. ثم ماذا عن غالبية الشعب الفقيرة؟ أليس رفع مستوى معيشتهم وإعدادهم للمساهمة فى النهضة المطلوبة بمثابة إنجاز يجعل تلك النهضة حقيقة وليس دعاية؟

فى عصر التكنولوجيا والهواتف الذكية واليوتيوب لا يمكن إخفاء الصورة، فما بالك لو كانت صور ملايين الفقراء المحرومين. إبعادهم عن المشهد ليس حلا. أية نهضة بدونهم لا فائدة منها.. تماما مثل الإعلانات الضوئية فى الشوارع والميادين تدغدغ الأحلام لكنها لا تغير الواقع.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية