تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > الكتاب > عبد الله عبد السلام > نصيحة لزملاء المواقع الإخبارية

نصيحة لزملاء المواقع الإخبارية

الثقة بين الصحفى والقارئ أصل العمل الصحفى عموما. من المفترض أن الصحفى عين القارئ، ينقل له الحقيقة ما أمكنه ذلك، ويبذل ما بوسعه للوصول إليها. إنها مسئولية كبيرة عليه إدراكها وتحملها. وكما قالت العرب:» الرائد لا يكذب أهله». والرائد لغة: من يتقدم الجماعة ليتبصر فى أمورها ويستعلم لها الوقائع التى تتعلق بمصالحها.

 

تستيقظ صباحا لتلقى نظرة سريعة على أهم الأخبار من خلال مواقع إخبارية تثق بها. ولأن أسعار السلع أصبحت الشغل الشاغل هذه الأيام، فإن الأخبار المتعلقة بها تكون لها الأولوية. انخفاض جديد فى أسعار الطماطم. تقرأ التفاصيل، فتجد تراجعا فى أسعار الجملة وعند البائعين. يتم إرجاع الانخفاض إلى زيادة نسبة حصاد الشتلة السنوية وضخها فى جميع أسواق الجمهورية. يورد الخبر الأسعار مضيفا أن ذلك جاء وفقا لجولة قام بها الموقع( يذكر الاسم) بعدد من الأسواق.

تذهب لسوق صغيرة قريبة منك شاعرا بالتفاؤل ومصدقا الخبر الذى قرأته. للأسف، لا تجد ظلا من الحقيقة على أرض الواقع. تنتقل لبائع آخر.. الأمر لا يختلف. الأسعار لم تنخفض بل زادت فى بعض السلع. تقرأ خبرا فى موقع آخر عن استقرار أسعار البيض مع ذكر الأسعار. تذهب للسوبر ماركت فتجد أن السعر يزيد عما ذكره الخبر 20 جنيها. وهكذا الحال مع سلع عديدة. أين المشكلة، ولماذا هذه الفجوة بين ما تقرأ وما تراه بعينيك؟ تسأل نفسك: هل قام محرر الخبر بجولة فى الأسواق، أم أنه تلقى النشرة وصاغ الخبر، ثم أضاف لمسته ليثبت أنه ليس مجرد ناقل للمعلومات؟

الإعلام يواجه أزمة طاحنة معقدة، كثير منها لا ذنب للصحفى فيها. لكنه يتحمل مسئولية كبرى عندما تزداد المسافة بينها وبين الناس وبينه وبين الواقع. الإعلام الذى يطلب من الصحفى 10 أو عشرين خبرا يوميا، قليل منها للغاية نابع من الناس والشارع، لا يمكن أن يستعيد مصداقيته. الإعلام الذى يعيش داخل قوقعة الكترونية ويتحدث فى أمور تخص الناس دون أن يعاين ذلك مباشرة، ليس له أن يشكو من انصراف الناس عنه.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية