تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

مع غزة.. ممنوع لكن!

«ما فعلته حماس مروع وليس له مبرر، لكن الصحيح أيضا أن الاحتلال وما يحدث للفلسطينيين لا يمكن تحمله. هناك أناس يموتون لا علاقة لهم بما فعلته حماس. يمكننا أن نمضى طويلا فى سرد الوقائع لكن لا أحد يستطيع قول الحقيقة. يمكن فقط أن نتظاهر بقول الحقيقية. هناك من يتحدث عن جانب واحد للحفاظ على براءته الأخلاقية. لابد أن نقول الحقيقة كاملة حتى نحل المشكلة. لا أحد يده نظيفة».

 

تسببت هذه الكلمات فى حملة هجوم وانتقادات غير مسبوقة على الرئيس الأمريكى الأسبق أوباما. فى الغرب حاليا، وتحديدا أمريكا، إما أن تؤيد إسرائيل دون تحفظ أو أن تصمت. ليس هناك لكن. أداة الاستدراك فى اللغة لا وجود لها حاليا فى قاموس التداول السياسى الغربى. إسرائيل فى محنة ويجب تأييدها دون تحفظ. هكذا يقول اللوبى اليهودى والمتصهينون الغربيون. تيم سكوت المرشح الرئاسى الجمهورى المحتمل قال إن الديمقراطيين فى أمريكا لديهم مشكلة.. دعمهم لإسرائيل ليس مطلقا، زاعما أن أوباما ساعد فى تمويل الإرهابيين خلال رئاسته، وأن بايدن ضعيف للغاية حاليا فى مساندته لها.

تصوروا أنه بعد كل ما فعله بايدن من دعم عسكرى ولوجستى ودبلوماسى ( لم يكن ينقصه سوى إرسال الجيش الأمريكى للحرب فى غزة) ثم يأتى من يتهمه بأنه ضعيف للغاية. الأمر لا يعكس منافسات ومناكفات حزبية وسياسية بقدر ما يقول لنا الكثر عن العقلية التى تحكم تصرفات قدر معتبر من النخبة الغربية الحاكمة فى تعاملها مع قضايا مثل الصراع العربى الإسرائيلى. عقلية محكومة بتصورات عنصرية ونظرة استعلائية وميراث تاريخى يعود للحروب الصليبية. عقلية لو كان أصحابها موجودين أيام الحملات الصليبية لشاركوا فيها.

ليست هذه دعوة أو تأييدا لصراع حضارى دينى لكنها توصيف لواقع سائد فى الغرب حاليا. واقع اختلط فيه السياسى بالتاريخى بالدينى بالاقتصادى. السؤال هنا: إذا كان هذا هو التعامل مع من يريدون اتخاذ موقف موضوعى شبه مستقل من الغربيين، فماذا سيكون شكل التعامل مع من يرفضون تماما همجية وفظائع إسرائيل ضد الفلسطينيين؟

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية