تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

مسلمو الغرب.. القوة الناعمة!

قبل نحو 30 عاما، وخلال عملى بلندن مراسلا لصحيفة الأهرام، شاهدت برنامجا تليفزيونيا عن استيعاب الأقليات. ارتفعت حرارة النقاش. اشتكى الحضور المسلمون من التمييز ليرد ضيف إنجليزى: إذا لم تعجبكم المعيشة، يمكنكم العودة لبلادكم. كان ذلك اختزالا شبه واقعى لعلاقة الجاليات المسلمة بالمجتمعات التى هاجرت إليها، ليس فى بريطانيا فقط بل الغرب عموما.

 

أحداث وتغيرات عديدة حدثت منذ ذلك الزمن. نعم، مازالت الجاليات المسلمة تعانى التهميش وقلة فرص العمل لكنها حفرت فى الصخر لتؤكد مكانتها. كثير من أفراد الجيلين الثانى والثالث انضموا للطبقة الوسطى بفضل تعليمهم ودأبهم فى العمل. أصبحت الجاليات قوة تصويتية مهمة فى الانتخابات. اقتحم أبناؤهم العمل السياسى. أصبح منهم الوزراء والنواب ورؤساء البلديات. صديق خان، الباكستانى الأصل ابن سائق الأتوبيس، فاز قبل أيام للمرة الثالثة بانتخابات عمدة لندن فى سابقة لم يفعلها سياسى بريطانى من قبل.

قبل ذلك، تولى حمزة يوسف الباكستانى الأصل أيضا منصب الوزير الأول فى اسكتلندا. فى دول غربية كثيرة، شق أبناء المهاجرين المسلمين طريقهم ووصلوا لأعلى المناصب. لكن الأهم من ذلك، أن تأثير الجاليات المسلمة بتوجهاتها المعتدلة ورغبتها فى الاندماج، زاد. ستجد منهم علماء وكتابا وصحفيين وأساتذة جامعات ورياضيين وغير ذلك من المهن. إنهم يقدمون صورة مختلفة للإسلام الذى شوهته جماعات التطرف والنظرة الضيقة والفهم الخاطئ. أصبحوا قوة ناعمة تدافع عن وجودها وعن هويتها ومعتقداتها.

هذه القوة البازغة تساهم بإيجابية فى مسيرة التقدم العلمى والتكنولوجى. لم يعد المهاجرون عالة يتلقون الإعانات دون عمل. فى ألمانيا وأمريكا وغيرهما، ساهموا بقوة فى التوصل إلى لقاحات لمكافحة كورونا. رؤساء العديد من الجامعات، خاصة ذات التخصصات العلمية، مسلمون. منذ اندلاع العدوان الهمجى الإسرائيلى، رفعت الجاليات المسلمة أصواتها منددة بالدعم اللامحدود لإسرائيل بل إنها عاقبت من فعل ذلك. الانتخابات المحلية البريطانية الأخيرة نموذج كاشف. صوتت الجاليات المسلمة ضد حزب المحافظين الحاكم لموقفه المنحاز وكذلك حزب العمال المعارض لإمساكه العصا من المنتصف.

المسلمون فى الغرب قصة نجاح.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية