تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

ماسك.. عودة الخروف الضال!

رأس المال جبان، كما يقال، لكن صاحبه أكثر جبنا. إنه يخشى عليه من نسمة باردة، فما بالكم بعاصفة مدمرة. هذا ما حدث مع الملياردير الأمريكى إيلون ماسك مالك منصة «إكس»، تويتر سابقا، والذى حاول خلال الأيام القليلة الماضية أن يتخذ موقفا موضوعيا مما يحدث فى غزة، إلا أن التيار الغربى الكاسح أجبره على التراجع بل وما هو أكثر من ذلك.

 

اختار ماسك الحل الأنجع.. الاعتذار بشكل غير مباشر لإسرائيل من خلال زيارتها، واللقاء مع نيتانياهو، والتجول بمستوطنات غلاف غزة لمعاينة الدمار الذى أحدثته هجمات حماس 7 أكتوبر الماضى. لم يكتف الملياردير بذلك بل قرر التبرع بعائدات الإعلانات والاشتراكات المرتبطة بالحرب على غزة للمستشفيات الإسرائيلية.

لم يستيقظ ضمير ماسك فجأة ليكتشف أن إسرائيل ضحية يجب الوقوف معها، بل أيقظته لدغة «ثعبان» المال. هناك 200 من كبرى الشركات الأمريكية والعالمية أوقفت أو تدرس وقف إعلاناتها على المنصة، الأمر الذى يكبدها خسائر، قدرتها «نيويورك تايمز» بـ 75 مليون دولار بنهاية العام الحالى. لم يتوقف الأمر عند ذلك. البيت الأبيض، وفى مقدمته بايدن ونائبته كامالا هاريس، انضم إلى منصة ثريدز المنافسة لإكس. المفوضية الأوروبية قررت تعليق حملاتها الإعلانية أيضا.

ماسك معروف بتمسكه بآرائه إلى حد العناد بل النزق، لكن ما يتعرض له ليس «قرصة أُذن» بل أقرب إلى حرب تجارية تشنها دول وحكومات وشركات متعددة الجنسيات عليه لمجرد أنه تجرأ وسمح بتعدد الآراء على منصته، ولم يقمع أو يضيّق عليها، كما فعلت مواقع تواصل أخرى كالفيسبوك. كما استغلت تلك الجهات تغريدة لماسك رد فيها على منشور، اتهم اليهود بكراهية البيض وبعدم الاكتراث بمعاداة السامية، قائلا:«لقد قلت الحقيقة فعلا»، لتشن حربا كلامية غير مسبوقة ضده.

هل كان أمام ماسك خيار آخر؟ إنه ليس مفكرا ولا مناضلا أو ناشطا بل رجل أعمال له آراؤه التى يحب أن يعلنها على الناس، لكن إذا كانت تلك الآراء ستضر بمشروعاته، فلتذهب للجحيم، وليعود إلى حظيرة خراف المؤيدين الداعمين لإسرائيل أيا كان ما تفعله.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية