تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
للصين دُر!
فى الوقت الذى كان الرئيس بايدن يزور أيرلندا بلد أجداده ويتمنى أن تطول إقامته، كانت وفود الزعماء تتدفق على بكين للقاء الرئيس شى جين بينج. من ماكرون ورئيسة الاتحاد الأوروبى أورسولا فون دير لاين إلى رئيس البرازيل لولا دا سيلفا وقبلهم رؤساء حكومات إسبانيا وسنغافورة وماليزيا.. الكل جاء إلى عاصمة القرار العالمى الجديدة والشريك التجارى الأول لأكثر من نصف دول العالم.
تصريحات القادة خلال وجودهم هناك تظهر مدى التحول الذى يجرى فى النظام العالمى الراهن. ماكرون تحدث عن عالم متعدد الأقطاب تكون فيه أوروبا قطبا إلى جانب واشنطن وبكين ومطالبا بشراكة استراتيجية مع الصين.
لم يكتف بذلك بل صدم الغرب خاصة الولايات المتحدة بالقول إن تايوان ليست مشكلة أوروبا محذرا القارة العجوز من الوقوع فى أزمات لا ناقة لها فيها ولا جمل!.
واشنطن وعواصم أوروبية اعتبرت ذلك خروجا على الإجماع الغربى، وإعطاء إشارة للصين كى تفعل ما تشاء مع تايوان التى تعتبرها جزءا لا يتجزأ منها وصعدت أخيرا الضغوط عليها.
الرئيس البرازيلى دعا أمريكا للتوقف عن تشجيع الصراع فى أوكرانيا، والبدء فى التحدث عن السلام. شى، استغل الزيارات لتأكيد ضرورة قيام نظام عالمى جديد لا تفرض واشنطن قواعدها عليه، مشددا على رفض التنمر وأهمية مقاومة عقلية الحرب الباردة التى تسود هذه الأيام.
الصين المدعومة بقوة اقتصادية وعسكرية هائلة، تستعرض نفوذها الدبلوماسى. الاتفاق السعودى الإيرانى فى 10 مارس الماضى إحدى ثمرات هذا النفوذ. قبل ذلك تقدمت بمبادرة لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية أفشلها الغرب. بكين تقدم نفسها لاعبا دوليا بارزا حريصا على السلام فى وقت تواصل فيه واشنطن تزويد أحد الأطراف( أوكرانيا) بأحدث الاسلحة التى تطيل أمد الصراع.
الصين التى تعافت من كورونا وخرجت دون آلام كبيرة من مصيدة العقوبات الأمريكية، تعتزم أن تكون قوة دبلوماسية دولية وليس اقتصادية وعسكرية فقط. التحديات الراهنة تؤهلها لهذا الدور مع تململ واستياء عالمى من السياسات الأمريكية، لكنها إذا استطاعت إقناع بوتين بإنهاء الحرب، فسيكون ذلك هو التدشين الحقيقى للقرن الصينى الجديد.
aabdelsalam65@gmail.com
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية