تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
لغة الإنترنت الجديدة!
يكتب أحد أصدقاء مواقع التواصل الاجتماعى أنه يعانى تعبا شديدا جدا جدا، وأنه يكاد يموت. تشعر بالقلق بل الخوف، فتحاول الاتصال به لتجد أنه يعانى دور برد، أو أنه تعثر فأصيبت إحدى رجليه.
مع الانترنت، بدأت اللغة تفقد تدريجيا مصداقيتها. الإفراط فى تحميل الألفاظ معانى أكثر مما تحتمل يجعل اللغة فضفاضة غير معبرة عن المعانى الحقيقية. تظهر فجوة كبيرة فى قدرات الناس على فهم ماذا يريد الآخرون.
عالم اللغويات الأمريكى آدم أليكستيش تخصص فى تفسير وتحليل لغة الإنترنت خاصة عند الشباب. يرى أن هناك لغة جديدة بدأت تظهر.. قوامها كلمات مشحونة بالمعانى التى ربما لا تعبر عن الواقع فعلا.
عندما يكتب أحدهم: «أنا أموت بجد».. ماذا يعنى ذلك؟ حسب فهمنا.. أنه يحتضر، لكن لغة الإنترنت تعنى أنه مريض أو محبط من أمر ما أو يمر بلحظة انفعالية شديدة. إلا أنه بالتأكيد لا يعانى سكرات الموت. كلمة "جدا" فى الفهم العام تعنى بصدق، لكن بعد التشبع فى استخدامها فى كل أمر مهم أو تافه لم تعد تعنى ذلك. إنها مجرد مبالغة لغوية.
يقول أليكستيش إنه بمرور الوقت تفقد الكلمات معناها ونحتاج لكلمات أخرى تعبر عما نريد أن نقول، لأن هناك فجوة تتسع بين الحقيقة والتعبير عنها. حتى الرموز المستخدمة كأيقونات ملونة على فيسبوك، والتى من المفترض أنها تعبر عن الفرح والحزن والتعجب والشكر أو غير ذلك، تكاد تضيع معانيها من الإفراط الشديد فى استخدامها.
أصبح كثيرون يستخدمونها كديكور أو شكل جمالى، وليس تعبيرا عما يجيش فى صدورهم. بل إنها أحيانا تكون بديلة للكلمات التى نتعب فى كتابتها أو العثور عليها.
فى المقابل، لاحظ عالم اللغويات الأمريكى أن هناك من الشباب من يلجأ للتخفيف من المعنى الحقيقى للكلمات بحيث يستقبلها الآخرون بشعور أقل انفعالا. مثلا استخدام وصف غير حى بديلا عن كلمة انتحر. فى كل الأحوال، نحن أمام لغة جديدة عامية فى الأغلب.. معانيها تكاد تختلف تماما عن اللغة الأصلية.
aabdelsalam65@gmail.com
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية