تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
لا يا دكتور يونس!
بعد أن أنهت الاحتجاجات الطلابية، حكم الشيخة حسينة رئيسة وزراء بنجلاديش التى غادرت البلاد، تتردد الأنباء بقوة عن أن البروفيسور محمد يونس المعروف عالميا بـ«نصير الفقراء» يفكر جديا فى قبول عرض المحتجين بتولى رئاسة الوزراء. للأسف، ستكون تلك نهاية قصة الحب التى ربطت بين الدكتور يونس وملايين الملايين عبر العالم، الذين انبهروا بتجربته لمعالجة الفقر بين أبناء شعبه، وهى التجربة التى قلدها كثيرون فى الدول الفقيرة.
ربما يريد يونس (84 عاما) أن يختم مسيرته الإنسانية والمصرفية الرائعة بمنصب يعتقد أنه سيخدم بلاده من خلاله، لكن السياسة ليست حسن نوايا ولا سيرة ذاتية وعلمية فقط. إنها مساومات وألاعيب، ويونس عاش حياته العملية على هامش السياسة، بل إنه اكتوى بنيرانها، عندما دخل فى صراع مع الشيخة حسينة التى اتهمته بأنه عدو الشعب يمتص دماء الفقراء ويقرضهم بفائدة باهظة، بل إنها أقامت دعاوى قضائية ضده انتهت بإدانته. تجربة يونس أكدت أن الفقراء يستحقون الحصول على قروض، ويستطيعون سدادها إذا كانت بفائدة مريحة وطويلة الأجل. وقد وفرت هذه التجربة الثورية قروضا لأكثر من 7 ملايين شخص. أثبت يونس أن النظام المصرفى التقليدى الذى يرفض إقراض الفقراء، لأنهم لا يستطيعون تقديم ضمان لما سيحصلون عليه، يفتقد العدل.
عندما تنجح الاحتجاجات الشعبية، يتم اعتبار كل السياسيين فاسدين، ويجرى البحث عن نماذج مشرفة لم تلوثها السياسة. حدث ذلك فى دول عديدة، لكن للأسف لم تكن معظم التجارب ناجحة، لأن هذه النماذج غريبة على الساحة السياسية، ويتم وضع عراقيل هائلة أمامها تجعل مهمتها شبه مستحيلة. ثم إن زمن المنقذ الفرد الذى يستطيع تطهير الساحة من الفاسدين والمستغلين، انتهى مع تعقد أنظمة الحكم وطوفان المشكلات التى لا تنفع معها الحلول الفردية. قد يكون الانتقام من الظلم، أحد أسباب ميل يونس لتولى المنصب الأهم فى البلاد، لكن الشعور بالظلم لا يكفى وحده للنجاح. يونس مازال أيقونة وطنية وعالمية، وعليه أن يحافظ على صورته، وألا يستجيب لغريزة حب السلطة.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية