تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

قفص المحكمة فيه مُتسع!

عندما وقفت إسرائيل أمس الأول فى «قفص اتهام» محكمة العدل الدولية تستمع لاتهامات ارتكابها جريمة الإبادة الجماعية فى غزة، وعندما دافعت أمس عن نفسها، كان يجب أن يكون بجانبها فى نفس القفص دول أخرى أيدتها ومولتها بالسلاح والمال ودافعت عنها رافضة مطالبتها بوقف المجازر والتدمير والعقاب الجماعى. وحبذا لو أخذت دولة شجاعة عظيمة مثل جنوب إفريقيا على عاتقها تقديم ملف كامل وموثق بجرائم هذه الدول وتقديمه للمحكمة.

 

أولى الدول: أمريكا ممثلة فى إدارة أخذت من البداية موقف العداء ليس لحماس فقط بل لغزة بالكامل. تصريحات مسئوليها من بايدن وحتى أصغر مساعد أعطت جيش الاحتلال شيكا على بياض للانتقام الجنونى الهمجى. رغم كل حديث الإدارة عن تخفيف المعاناة إلا أنها ترفض وقف القتال. الأسلحة والمعدات الأمريكية التى تدفقت والخبراء والمستشارين الذين نصحوا والزيارات التى لم تتوقف دعما ومساندة وتأليبا على الفلسطينيين، كلها أدلة إدانة. فى القفص أيضا، حكومة بريطانيا التى أصيب رئيس وزرائها سوناك بالعمى السياسى والأخلاقى بإصراره أن إسرائيل تتخذ كل الاحتياطات لتجنب إيذاء المدنيين بعكس حماس «الإرهابية». لم يغير استشهاد 23 ألف فلسطينى من رأيه. مازالت إسرائيل رحيمة عطوفة على الفلسطينيين!.

ألمانيا ليست بعيدة أيضا. إضافة للدعم العسكرى والمادى والمعنوى، تحولت إلى سجن لكل من يدافع عن الفلسطينيين وينتقد إسرائيل. تصرفت وكأن على رأسها «بطحة» بسبب ماضيها النازى. مستشارها أولاف شولتس قال: «لا يوجد سوى مكان واحد لألمانيا هو الوقوف مع إسرائيل. مهمتنا الدائمة أمن إسرائيل». ماكرون فعل الشىء نفسه رغم انتقاد سفراء خارجيته لانحيازه السافر لإسرائيل. أما مسئول السياسة الخارجية الأوروبية جوزيب بوريل، فقد كشف عنصريته وإجرامه عندما سأله مذيع الجزيرة: هل ما تقوم به إسرائيل جرائم حرب؟ ليرد: لست محاميا لكن عندما سأله عما قامت به حماس لم يتردد: نعم جرائم حرب.

لو أننا نعيش فى عالم يتوافر فيه الحد الأدنى من العدل واحترام القيم الإنسانية لكانت تلك الدول وزعماؤها فى نفس القفص مع إسرائيل، لكننا فى عالم تشكله أمريكا على صورتها.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية