تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
فلتحيا أمريكا اللاتينية!
فى وقت لا يتوقف فيه السياسيون والإعلاميون بالغرب ومناطق أخرى عن النفاق وخيانة المبادئ التى يتشدقون بها من خلال ردود أفعالهم على العدوان الهمجى والوحشى الإسرائيلى على غزة، تبدو عدة دول بأمريكا اللاتينية، وكأنها المدافعة الأقوى عن القيم والضمير الإنسانى. الإدانة للجرائم الإسرائيلية مباشرة وصادقة والوقوف مع الذين يتعرضون للقتل والتدمير والتشريد لا لبس فيه. محاولة إمساك العصا من المنتصف غير موجودة.
لم يتوقف الأمر عند الكلمات، وإن كانت عزيزة ونادرة هذه الأيام. بوليفيا قطعت علاقتها بإسرائيل نتيجة عملياتها «العدوانية وغير المتناسبة». كولومبيا وتشيلى استدعتا سفيريهما بتل أبيب احتجاجا على الجرائم الإسرائيلية. رئيس كولومبيا جوستافو بيترو قال ردا على تهديد إسرائيل بوقف الصادرات بما فيها المعدات الأمنية لبلاده: إذا استدعى الأمر قطع العلاقات سنقطعها. رئيس تشيلى اليسارى الشاب بوريتش قال: نيتانياهو وجيشه ينتهكان علانية القانون الدولى. رئيس البرازيل لولا دى سيلفا صرح: نشهد للمرة الأولى حربا يكون فيها غالبية القتلى من الأطفال. من أجل محبة الله، توقفوا. كوبا ونيكاراجوا وفنزويلا وقفت بوضوح وشجاعة مع الفلسطينيين. لم يخجلوا من القول إن ما قامت به حماس نتيجة 75 عاما من انتهاكات إسرائيل لحقوق الفلسطينيين وسياستها العدوانية التوسعية.
لا يعنى ذلك أن كل دول القارة وقفت مع غزة. اليمين الحاكم انحاز لإسرائيل واصفا هجمات حماس بالإرهابية، لكن حتى فى دول كالمكسيك والأرجنتين لم تكن الحرب شعواء على حماس كما فى الغرب. جرى إدانة عدم اهتمام إسرائيل بكل القيم والمبادئ. أما حكومات اليسار بالقارة، فتعاملت مع ما يحدث وكأنه اعتداء عليها. رئيس كولومبيا قال: لو كنت أعيش بألمانيا 1933 لقاتلت بجانب اليهود ولو كنت أعيش فى فلسطين 1948 لقاتلت مع الفلسطينيين. نعم هناك جاليات عربية كبيرة فى القارة «نصف مليون فلسطينى فى تشيلى وحدها» لكن هناك جاليات يهودية أيضا. مواقف اليسار اللاتينى تعكس التزاما مبدئيا وأخلاقيا. هم يتوقعون ضغوطا أمريكية وربما عقوبات، لكنهم آمنوا بأن المواقف المائعة والحياد المصطنع والنفاق «المربح والمريح» لا مكان لها الآن. فلتحيا أمريكا اللاتينية.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية