تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
غزة والتجربة الأيرلندية!
يقال دائما إن الأيرلنديين هم فلسطينيو أوروبا. تعرضوا لاستعمار استيطانى بريطانى وقمع ومعاناة وحط من كرامتهم وحقوقهم، كما لم يتعرض شعب أوروبى آخر. احتلت بريطانيا أيرلندا ثم ألحقتها رسميا بالتاج البريطانى عام 1800، وفى عام 1922 منحتها الاستقلال لكنها سلخت منها 6 أقاليم فيما يعرف بأيرلندا الشمالية.
خاضت منظمة الجيش الجمهورى الأيرلندى نضالا عنيفا لاستقلال هذه الأقاليم والاتحاد مع الجمهورية الأيرلندية. وقع آلاف الضحايا لكن الحكومات البريطانية المتعاقبة ظلت ترفض الحوار مع الجناح السياسى للمنظمة «شين فين» إلى أن اضطرت لذلك فى النصف الثانى من التسعينيات مما أسفر عن اتفاق الجمعة العظيمة 1998 الذى دعا لتقاسم السلطة بين الكاثوليك الراغبين فى الوحدة مع أيرلندا والبروتستانت المصرين على البقاء مع بريطانيا. تجربة أيرلندا الشمالية، تثبت، كما يقول بيتر هين وزير شئون أيرلندا الشمالية والشرق الأوسط الأسبق، أن إسرائيل لن تستطيع تدمير حماس أو تدمير غزة.
حماس، كما يقول، حركة وأيديولوجيا، نشأت نتيجة تطرف الحكومات اليمينية الإسرائيلية التى فرضت حصارا متواصلا على القطاع وقمعت أبناءه، فهل من المفاجئ انضمام العديد من الفلسطينيين لحماس. دروس التاريخ تعلمنا أنه عندما تفشل السياسة يملأ العنف الفراغ. الحل لابد أن يكون سياسيا. وكما يؤكد جوناثان باول مساعد تونى بلير الذى رعت حكومته اتفاق الجمعة العظيمة، فى كتاب بعنوان: «التحدث إلى الإرهابيين»، إن الصراعات لا يمكن حلها إلا بالتفاوض. الهاجس الأمنى سيطر على الإسرائيليين ولم يفكروا فى أن هناك شعبا يستحق الحياة هو الآخر، فماذا استفادت إسرائيل. هجمات 7 أكتوبر تؤكد أن قادتها فشلوا فشلا ذريعا فى توفير الأمن، ومن خلال فظائعهم الوحشية فى غزة، يقول هين، فإنهم يعرضون مواطنيهم لمخاطر أكبر.
مصداقا لهذا الكلام، يقول مستشار حكومة العمال السابقة فى إسرائيل دانييل ليفى: «المعادلة التى تؤمن بأنه يمكنك الحصول على الأمن بحرمان شعب آخر من حقوقه غير منطقية. عندما تقمع شعبا، فإنك تدرك فى اللاشعور، أنك تولد لديه الرغبة فى الانتقام. لا يمكنك حقيقة النوم فى أمان».
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية