تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
غزة.. إعلامنا وإعلامهم!
لم يكن ينقص «سى إن إن» و«بى وبى سى «وغيرهما من القنوات الغربية سوى وضع شارات سوداء على الشاشة وارتداء المذيعين والمذيعات وربما الضيوف ملابس قاتمة اللون حدادا على ضحايا هجوم حماس على إسرائيل السبت الماضى. تحولت استديوهات الأخبار إلى «مناحة» حزنا وتعاطفا، وفى نفس الوقت غضبا وقرفا من «الوحوش عديمى الرحمة والإنسانية» مرتكبى الأعمال البشعة.
لم يكن هناك إعلام ولا تحليل لما جرى. تم تغييب وجهة النظر الأخرى. التغطية الغربية عموما معزوفة تأبين لضحايا أبرياء لم يرتكبوا ذنبا سوى أنهم أرادوا الحياة. عندما تحدثت زين آشر مذيعة «سى إن إن» عنهم بدا صوتها متهدجا. كادت تذرف الدموع عليهم. المحرر الدبلوماسى للقناة نيك روبنسون أفاض فى وصف ما حدث والوحشية التى لا توصف من جانب «الجناة». لم تحفل القنوات الغربية كثيرا بتحويل غزة إلى كومة تراب ولا بعشرات آلاف اللاجئين الذين فروا إلى مدارس الأونروا ولا بالأطفال الذين سقطوا لأنهم من «سقط المتاع». من حق الإعلام الغربى أن ينعى ويحزن ويتعاطف مع الضحايا الإسرائيليين لكن ليس من حقه بعد الآن أن يدعى الحياد والموضوعية. عندما تصف مقاومين يدافعون عن أرضهم بالحيوانات، فليس لك أن تدعى التحضر والإنسانية.
ماذا عن إعلامنا؟ بعض القنوات العربية حاسبت مقاتلى حماس بالقطعة. أفرطت فى محاولات الكشف عن النوايا والأسباب وراء الهجوم. وبينما التف الإعلام الإسرائيلى والغربى أيضا حول إسرائيل وتبنى روايتها للأحداث، كان التشكيك لسان حال بعض الإعلام العربى وضيوفه. فى أوقات الحرب، تصمت الانتقادات والاتهامات ثم يكون الحساب فيما بعد، لكن الحساب عند بعضنا كان فوريا. الاهتمام بما يقوله نيتانياهو صارخ وصادم. بعض القنوات العربية كررت مرارا قوله: سننتصر سننتصر. للأمانة، هناك قنوات تعاملت بروح قومية وإنسانية وظلت تنقل بثا حيا لحرب إسرائيل غير المسبوقة على غزة.
قبل 50 عاما، علق نيكسون على تعامل الإعلام الأمريكى مع حرب فيتنام قائلا: الحروب لا تُخاض فقط بميادين القتال بل فى الاستوديوهات وصالات تحرير الصحف. نصر الله المقاومين الفلسطينيين فى كل الجبهات.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية