تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

عامل نظافة بالدكتوراة!

مر حوالى 75 عاما على استقلال الدولة الوطنية فى العالم الثالث بعد استعمار غربى دام عشرات السنين. آنذاك، كانت الأحلام كبارا والآمال لا تحدها سماء. تختزلها كلمات صلاح جاهين فى أغنية المسئولية لعبدالحليم حافظ: «صناعة كبرى، ملاعب خضرا، تماثيل رخام، ع الترعة، أوبرا فى كل قرية عربية». لكن المحصلة كانت مأساوية فى شتى المجالات خاصة على مستوى الإنسان نفسه.

دراسة بنجلاديشية صدرت مؤخرا كشفت عن أن 1900 من حاملى الدكتوراة، أى 75% ممن شاركوا فى الدراسة، يرغبون فى العمل سائقين وعمال نظافة فى الخارج بدل العمل فى تخصصاتهم بوطنهم. الأمر ذاته بالنسبة لخريجى الجامعات. 50 ألفا قالوا إنهم أيضا يحلمون بالسفر، ولا يهم أن يكون العمل مناسبا لشهاداتهم أم لا. آصف منير خبير الهجرة البنجلاديشى قال إن الإحباط من سوق العمل المحلى يدفع ذوى التعليم العالى لمحاولة الحصول على وظائف منخفضة المهارات فى الخارج كى تزيد فرص سفرهم. أما روزانا راشد أستاذة العلاقات الدولية بجامعة دكا، فترى أن المهم بالنسبة للشباب هو السفر، وهناك يسعون للبقاء بشكل دائم والبحث عن حياة أفضل.

الشباب أيضا يعتقدون أن المنافسة شرسة بالخارج، لذلك يقبلون بوظائف أقل من مستواهم التعليمى أملا فى السفر. لكن المشكلة لها بعد آخر تتردد أصداؤه فى شتى دول العالم الثالث، وهو انخفاض مستوى التعليم مما يجعل شهادات الدكتوراة عاجزة عن تأهيل الحاصلين عليها للمنافسة. البروفيسورة راشد تقول إن أبحاث العديد من المتقدمين لنيل الدكتوراة منخفضة الجودة، وهم يكملون أطروحاتهم على عجل، وغالبا ما يكون الأساس المنطقى والعلمى لأبحاثهم غير واضح. وبينما معدل البطالة العام فى بنجلاديش 4%، فإن النسبة تصل إلى 12% بين الحاصلين على تعليم عال.

بنجلاديش ليست وحدها. هجرة الشباب خاصة خريجى الجامعات والحاصلين على شهادات عليا، هى القضية الأهم لدى عشرات الدول النامية، التى يفرح بعضها بتحويلات أبنائها من العملات الصعبة دون إدراك أنه مقابل تلك الأموال، تضيع عليها فرص ذهبية للتقدم والبناء على أيدى هؤلاء الشباب.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية