تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
صحافة الكلمات المتقاطعة!
فوجئت عندما قرأت قبل أيام افتتاحية صحيفة «الجارديان» البريطانية لأجد أنها عن الكلمات المتقاطعة، وهى من الأبواب الصحفية التقليدية التى تخلت بعض صحفنا عنها، بينما فضل البعض الآخر الانحياز لمسابقات مختلفة كالسودوكو. ورغم أن الكلمات المتقاطعة لها متابعوها الذين قد يغفرون أى شيء للصحيفة إلا أن تخطئ فى حل أحد الألغاز، فإن هناك انطباعا عاما عندنا بأن من يهتمون بالكلمات المتقاطعة فى الغالب من كبار السن بينما الشباب لديهم هوايات أخري.
«الجارديان» دللت على أهمية الكلمات المتقاطعة بتويتة حديثة للمغنية ومؤلفة الأغانى الكندية كارلى جيبسن قالت فيها إنها كانت قبل سنوات الحل لأحد ألغاز الكلمات المتقاطعة لصحيفة «نيويورك تايمز» لتتفاجأ بأن متابعى ألبوماتها قاربوا عشرة ملايين. إلى هذا الحد تكون الكلمات المتقاطعة مؤثرة لأن هناك من يأخذها بجدية ويعتبرها أداة تثقيف وليس مجرد ترفيه فقط. على سبيل المثال. معظم الأسماء الواردة تكون للرجال رغم أن الاستطلاعات تشير إلى أن المرأة أكثر حرصا على قراءة الكلمات المتقاطعة وحلها. لذلك، فإن تضمين الحلول أسماء نساء يساعد فى تضييق الفجوة بين الرجل والمرأة.
وبينما تبحث صحافتنا عن قراء وتشكو من هجران كثيرين لها واتجاههم للسوشيال ميديا، فإنها تضع باب الكلمات المتقاطعة فى أماكن ليست ذات أهمية، هذا إذا اهتمت من الأصل. قارن ذلك بمكانة المسابقة بالصحف الغربية، إذ تتنافس فيما بينها على تقديمها بأفضل شكل. وفى ٢٠٠٧، طلبت «نيويورك تايمز» من الرئيس الأسبق كلينتون إعداد الكلمات المتقاطعة فى عدد خاص. الصحيفة نفسها ترددت قبل ١٠٠ عام فى إدخال المسابقة ووصفتها بأنها بدعة عقيمة، ثم تراجعت عام ١٩٤٢ واهتمت بها لتصبح الكلمات المتقاطعة بالصحيفة، اللغز الأول الذى يحاول القراء الأمريكيون حله.
فى ظل تراجع عام للصحافة المكتوبة، تجتهد الصحف الكبرى لتلبية اهتمامات القراء ولا تغفل أبوابا صحفية يهتمون بها، بل تشركهم فى تطويرها. متعة حل الكلمات المتقاطعة لا يمكن أن تحدث إلا مع الصحيفة الورقية. إدخال أبواب جديدة ومواكبة تغيرات الأذواق مطلوب لكن نسيان أو تجاهل التقاليد القديمة ليس حلا.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية