تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

سليم الحص ضمير العرب!

«غزة ليست مجرد مشكلة أمنية، إنها قضية وطنية تعنى الشعب الفلسطينى، وقضية قومية تعنى الأمة العربية. على مصير غزة يتوقف مصير فلسطين، وعلى مصير فلسطين يتوقف مصير العرب وكونهم أمة». قبل 15 عاما، كتب د. سليم الحص رئيس الوزراء اللبنانى الذى غادرنا أمس الأول عن 95 عاما، هذه الكلمات المعبرة عن حالنا اليوم. يأتى السياسيون ويرحلون لكن يبقى منهم أفعالهم ومبادئهم ونظرتهم للسياسة.. هل هى وسيلة لتقدم البلاد أم للثراء الشخصى والنفوذ؟

 

تولى الحص رئاسة الحكومة اللبنانية لأول مرة مع اندلاع الحرب الأهلية عام 1976، وخلال مشواره السياسى الذى انتهى عام 2000، ظل متمسكا بمبادئه التى جلبت عليه غضب أحزاب ودول. آمن بلبنان الدولة وناضل ضد طغيان الانتماءات الطائفية والسياسية على الوطنية وتفشى المحسوبية. فلسطين كانت هى البوصلة التى حددت مساره السياسى وتوجهاته الفكرية. كان شديد الإعجاب بالرئيس الراحل عبدالناصر لأنه كما قال: «مثّل لى صوت الحق العربى وجسد فى شخصه الجرأة والإقدام والتحدى. كان قدوة فى التزامه بقضية العرب المركزية.. فلسطين». لم يشعر يوما بأن القضية الفلسطينية عبء على بلاده أو على العرب بل كان دائم الدعوة والعمل من أجل تضامن عربى لنصرة فلسطين.

لم يتاجر يوما بمواقفه السياسية بل ظل عفيفا مترفعا حريصا على سمعته فى بيئة سياسية لبنانية تحكمها مصلحة الفرد والطائفة والحزب وليس الدولة. لم يكن غريبا أن يكتسب لقب ضمير لبنان، فقد تولى رئاسة الحكومة 5 مرات لم يتخل فيها عن مبادئه، وعندما شعر بداية القرن الجديد بتفشى مناخ غير صحى مناهض لتوجهاته القومية، اعتزل السياسة. ومع ذلك ظل يعبر عن توجهاته العروبية الداعمة للشعب الفلسطينى، ليصبح بحق ضمير العرب. ظل الحص يُكن تقديرا كبيرا لمصر وتاريخها ودورها، ويعتقد أنها مؤهلة لقيادة العرب نحو الوحدة والحصول على الحقوق المشروعة. يرحل الحص حزينا فى وقت تتعرض فيه غزة للإبادة والضفة الغربية للتهويد الكامل، بينما الانقسام العربى على أشده، والقضايا التى ناضل من أجلها توارت فى زوايا النسيان.

aabdelsalam65@gmail.com

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية