تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
زواج التطرف والسلطة
التطرف ليس قدرا ولا مؤامرة. التطرف مرض لعرض إذا لم تتم الوقاية منه، فإنه سيستفحل وقد يقضى على المريض والمجتمع. حالة رعب تنتاب أوروبا خوفا من وصول اليمين المتطرف للسلطة. الأحد الماضى خطا التجمع الوطنى اليمينى المتطرف أكبر خطوة فى تاريخه لتشكيل الحكومة الفرنسية بعد فوزه بأعلى الأصوات فى الجولة الأولى للانتخابات. الجولة الثانية بعد أيام ستحدد بشكل نهائى مستقبل ليس فقط التجمع بل فرنسا.
الأحزاب الأخرى، خاصة المعتدلة على اليمين واليسار تذرف الدموع وتصرخ مستنجدة بالناخبين وبأن البلاد فى خطر، بينما لا تحمل نفسها المسئولية عما وصلت إليها الأمور. اليمين المتطرف يحقق انتصارات نتيجة فشل هذه الأحزاب التى توالت على الحكم منذ عشرات السنين، ولم تستطع فعل شىء ذى بال للناخبين العاديين. تلهت بمكاسبها وصراعاتها، وكان كل همها تحسين المؤشرات الاقتصادية على حساب العدالة والدور الاجتماعى للدولة. دراسة بريطانية صدرت قبل أيام طالبت بضرورة اتخاذ الحكومات إجراءات سريعة وحاسمة للحد من الظلم وعدم المساواة فى المجتمعات حتى لا يتحول الناخبون لليمين المتطرف الذى يعدهم بالمن والسلوى وبمحاربة فساد الحكومات وتعاليها عليهم.
الدراسة قالت إن بريطانيا ستصبح خلال 5 سنوات أكثر ظلما وعدم مساواة فى مجالات الصحة والإسكان ومكافحة الفقر وتضييق فجوة الدخول بين الأثرياء والفقراء. وقد أيد العديد من رجال الأعمال نتائج الدراسة قائلين إن هناك افتقارا للإرادة السياسية لمعالجة هذه الخطايا التى لا تُعد فقط مسألة غير أخلاقية بل تسبب ضررا عميقا للمجتمع واقتصاده. عندما يعانى المواطن العادى هذه الأخطاء، فإنه بشكل لا إرادى يتوجه لأحزاب ومرشحين لم يتلوثوا بعد بالسلطة، ويقولون له إن الأجانب السبب فى فقره، وإن الحكومات تنحاز لهم على حسابه. فى ظل هذا المناخ المعادى للمهاجرين، تمر مرور الكرام تصريحات مرشح لليمين المتطرف الفرنسى يقول إن بعض الحضارات لا تزال تحت المستوى الأدنى، وإنها مثل البهيمية فى سلسلة التطور. يقصد هذا المتخلف الحضارة الإسلامية والحضارات الإفريقية. التطرف على أبواب السلطة فى أوروبا بفضل الحكومات.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية