تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
رمضان شهر الهدوء والصمت!
فى مشهد رائع بإحدى حلقات الجزء السابع من مسلسل" الكبير أوى"، يحاول الفنان أحمد مكى تقديم موهبة جديدة( الفنانة رحمة أحمد) للفنان محمد سلام لكن قبل أن تفتح فمها يشكو من علو صوتها بل صراخها. رغم غرابة وسخرية المشهد فإن عالمنا بالفعل صاخب للغاية. الضوضاء تحاصرنا فى الشارع والعمل والبيت. أصبح العيش بصوت عال أسلوب حياة.
فنانة أمريكية شابة تعانى مشاكل فى السمع، وصفت الضوضاء من حولها بأنها مثل قطعة كبيرة من الصفائح المعدنية تهتز بشدة وتُحدث رعدا متواصلا. الصوت العالى أصبح ضرورة لكى تصل إلى ما تريده. لو تحدثت بهدوء وصوت خفيض، فقد يتهمك البعض بأنك انطوائى. التلميذ الجيد من يرفع صوته عند الإجابة على السؤال، أما الهادئ فهو متراخ أو غير مهتم. بعض الأشخاص لا يحلو لهم النوم إلا على أصوات زاعقة أو يتركون التليفزيون مفتوحا.
الأفراح المصرية تجسيد حى لحالة الضوضاء والصخب التى نعتبرها إحدى وسائل السعادة. الضيوف يتحدثون على وقع موسيقى" الدى جى" الزاعقة، التى لا تفهم ولا تستسيغ منها شيئا، لكنها ضرورية لكى تكتمل الصورة. الأغنيات الجديدة، خاصة أغانى المهرجانات، تعتمد على الآلات النحاسية التى يشبعها العازفون ضربا لدرجة التعاطف معها!. الأخطر أننا كمجتمع تعايشنا مع الصخب وارتحنا له. اعتبرنا أن التلوث السمعى ليس مرضا ولا يمثل خطورة على صحتنا بل من طبائع الحياة. فى القرن 17 قال الفيلسوف الفرنسى بليز باسكال:" كل مشاكل البشر تنبع من عدم قدرة الإنسان على الجلوس بهدوء فى غرفة بمفرده". فماذا لو أن باسكال سكن فى شقة قرب قاعة أفراح بإحدى المدن المصرية أو كتب عليه القدر السير بشوارع وسط القاهرة ؟
ومع قدوم رمضان المبارك، سيكون للصخب نصيب أكبر من حصته على مدى العام. التليفزيونات المفتوحة دائما وكلاكسات السيارات التى يضيق صدور أصحابها كى يصلوا لبيوتهم قبل الإفطار، وبعض الناس الذين يرتبط الصيام عندهم بعلو الصوت و"النرفزة".
كم نحن بحاجة إلى الصمت والهدوء خاصة أيام الشهر الكريم.
تقبل الله منا جميعا.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية