تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

حرب الحضارة والبربرية!

قبل أيام، صرح بايدن بأن النظامين الديكتاتوريين فى روسيا وحركة حماس يمثلان تهديدات مختلفة، لكنهما يشتركان فى الرغبة فى القضاء على ديمقراطية مجاورة.. أوكرانيا بالنسبة لموسكو، وإسرائيل فى حالة حماس. هل هذه مقارنة منطقية أو عادلة؟ هل حماس تقصف إسرائيل وتسوى أحياء مدنها بالأرض وتشرد ما لا يقل عن مليون إسرائيلى وتمارس التطهير العرقى ضد اليهود؟

 

وخلال زيارته لإسرائيل، خاطبه نيتانياهو قائلا: «لقد رسمت (أى بايدن) بحق خطا واضحا بين قوى الحضارة وقوى البربرية». هذه هى القضية. الغرب ، والذى تعتبر إسرائيل نفسها جزءا منه، مؤمن بأنه يمثل الحضارة، بينما الآخرون برابرة بدرجات مختلفة. ولأنه كذلك، يحق له وضع المعايير والقواعد وممارسة السلطات الواقعية والأخلاقية لإجبار البرابرة على دخول حظيرة التحضر أو على الأقل تقليل شرورهم.

«أحد امتيازات كونك متحضرا أنه يمنحك الحق فى القيام بأمور غير حضارية تماما ضد البرابرة». هكذا يصف الكاتب والمفكر الأيرلندى فينتان أوتول سلوك سياسيين غربيين هذه الأيام. كل تصرفاتهم تمثل الحضارة، وإذا عارضها شعب أو زعيم أو حركة ما، فإنهم جميعا برابرة. هذا السلوك الغربى ليس جديدا. استعمار العالم فى القرنين التاسع عشر والعشرين، قام على أساس هذه الفلسفة. الغرب المتحضر يريد انتشال البرابرة من تخلفهم وهمجيتهم. وإذا قاوموا، فالإبادة والقتل والتشريد والاحتلال، الرد المناسب. حتى الليبراليون الأوروبيون العظام آمنوا بذلك. الفيلسوف والاقتصادى البريطانى الشهير جون ستيوارت ميل (1806- 1873) قال إن الحكومة المتحضرة التى لديها جيران همج، تجد نفسها مضطرة إلى غزوهم بشكل مباشر أو فرض قدر كبير من السلطة عليهم لكسر روحهم المعنوية.

ليس غريبا إذن أن تتواصل هذه النظرة، ويتم التغاضى عن أبسط مبادئ المنطق والفهم ولى الحقائق وتحريفها. هل معقول أن يتم مقارنة حماس بروسيا؟ هل إسرائيل التى تقصف وتقتل وتروع وترتكب الجرائم ضد الإنسانية فى نادى المتحضرين، بينما الشعب الذى يقاوم الاحتلال بربرى؟

لكنها المعايير الغربية المزدوجة التى تتغير حسب المصلحة وتبرر للشعوب المختارة أن تفعل ما تريد، لأنها متحضرة والآخرون متخلفون وهمج وبرابرة.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية