تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
تغريبة إبراهيم العشماوى!
«هذا كتاب جميل أحببته كثيرا وأحببت كاتبه دون أن أراه». هكذا اختتم المبدع الكبير محمد المخزنجى تقديمه لكتاب «صيد الترحال.. وحكايتى مع العواصم والبلدان»، للشاعر والصحفى الكبير إبراهيم العشماوى مدير مكتب الأهرام بالمنصورة. لكنى رأيت صاحب الكتاب وصادقته وتعاملت معه سنوات وسنوات، فلم أجد فيه غير كل جميل وإنسانى ونبيل.
منذ عرفته عام 1983 بكلية الإعلام، كونت صورة ذهنية لم تتغير كثيرا عنه. إنسان شديد الطيبة، محب للناس لا يضمر كراهية أو شعورا بالضغينة لأحد. أخذ نفسه بالشدة، فعكف على تطوير قدراته الصحفية والثقافية والإبداعية، واعتمد على ذاته بصورة نادرة بين أقرانه. ولأن تجربته ثرية وتستحق أن تروى، فقد أصدر مؤخرا هذا الكتاب عن رحلاته الصحفية وأسفاره العديدة التى أصقلت خبراته وزودته بمعين لا ينضب من العلاقات والرؤى العميقة.
بعد فترة قصيرة من العمل الصحفى فور التخرج، آثر السفر للأردن، فوجد فرصة فى صحيفة محلية غطى لها العديد من الأنشطة والانتخابات لكنه لم يغفل الاهتمام بالجالية المصرية هناك. ثم جاءت التجربة الكبرى، وهى العمل بالصحافة اليمنية واستغرقت سنوات طويلة فى هذا البلد العربى الرائع والمنسى فى الوقت ذاته ناسجا علاقات وطيدة مع الجميع من كبار المسئولين إلى المثقفين ورجل الشارع العادى. وعلاوة على تعمقه فى تناول تعقيدات الوضع اليمنى خلال التسعينيات، قدم كاتبنا اليمن للعالم العربى من خلال مراسلته صحفا عربية عديدة تكللت بعمله مراسلا لـ«الأهرام».
فى كتابه، لا يلعب المؤلف دور البطل المتقوقع على ذاته الذى يُخضع العالم لتصوراته ونرجسيته. الأبطال عنده هم الناس العاديون والمصادر التى تعامل معها بينما يتوارى هو للظل تواضعا واحتراما. ولأنه شاعر وأديب مجتهد، تجد نفسك أمام نص أدبى بديع بداية من العنوان مرورا بفصوله الثرية والعميقة. ومع ذلك، تحتشد صفحات الكتاب بالمعلومة والرأى والطرفة مما يجعله نموذجا لأدب الرحلات. فى كتاباته عن ليبيا والشام وفرنسا وألمانيا تجد التاريخ والجغرافيا والسياسة والآثار حاضرة بقوة، لإدراكه أن الانطباعات تتبخر، وتبقى الحقائق والمعلومات. ألم يقل المخزنجى إنه كتاب جميل؟.
aabdelsalam65@gmail.com
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية