تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
بين بوتين وزيلينسكى!
منذ الغزو الروسى لأوكرانيا فى فبراير 2022، حدثت مفارقة عربية غريبة. جزء معتبر من النخبة أدان روسيا ووقف مع أوكرانيا، بينما أيدت غالبية الجماهير العربية موسكو. منطق النخبة أن ما يجرى من احتلال واستئساد من القوى على الضعيف يماثل ما تقوم به إسرائيل فى فلسطين. الجماهير اعتبرت الأمر هزيمة للغرب ومحاولته فرض الهيمنة على العالم.
كتابات عربية كثيرة رأت بوتين ديكتاتورا لا يراعى أبسط معايير حقوق الإنسان ولا يحترم سيادة واستقلال الدول. فى المقابل، تحول الرئيس الأوكرانى زيلينسكى إلى مقاتل من أجل الحرية. ظل هذا التقييم سائدا رغم دلائل عديدة تشير إلى أن زيلينسكى ألعوبة فى أيدى الغرب. لكن هجمات حماس على إسرائيل 7 أكتوبر الماضى، وما تلاها من عدوان همجى متواصل على غزة قلب الانطباع كثيرا. سارع زيلينسكى لإدانة حماس واعتبر هجماتها إرهابية معلنا وقوفه الصلب مع إسرائيل. تغافل عن أنه يخوض حربا ضد المحتل، وأنه يفجر ويطلق صواريخ وطائرات بدون طيار ضد أهداف مدنية روسية. كل شىء مباح له فى حربه وممنوع على من فى نفس ظروفه.
بوتين وقف، منذ اليوم الأول للعدوان الإسرائيلى، موقفا مستقلا مطالبا بوقف غارات إسرائيل وإفراج حماس عن المحتجزين وإيصال المساعدات لغزة. ثم جاء استقبال الخارجية الروسية وفدا لحماس فى موسكو ليؤكد أن العالم مازال به من يقف موقفا إيجابيا من القضايا العربية ولا يصطف وراء واشنطن وإسرائيل. ربما كانت لبوتين أسبابه. إسرائيل دعمت أوكرانيا بالسلاح والعتاد رغم التصريحات السياسية التى تبدو حيادية. لكن، فى كل الأحوال، علينا كعرب التعامل مع العالم حسب مواقفه منا. لا يجب وضع البيض كله فى سلة واشنطن و التعامل مع زعماء العالم طبقا لرؤيتها.
إذا كان هناك من يعتبر أن نضال حماس إرهاب، ويرفض مساواته بما تقوم به بلاده، كما يفعل زيلينسكى. وإذا كان هناك من لا يدين فيه حماس انسياقا وراء الغرب، كما الحال مع بوتين، فإن علينا الرد بشكل براجماتى بدعم المواقف الروسية والتوقف عن ذرف الدموع على مأساة زيلينسكى وبلاده.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية