تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

بين المفاوضات والمواجهة

عقب هجمات حماس ضد إسرائيل فى 7 أكتوبر الماضى، أيد الإسرائيليون بما يشبه الإجماع حرب جيشهم للقضاء على الحركة وتدمير القطاع. توجه الانتقاد فقط للقيادة السياسية، وفى المقدمة نيتانياهو الذى طالبت غالبية الإسرائيليين باستقالته. لكن الإعلام الغربى بل وبعض الإعلام العربى تحدث عن رفض الفلسطينيين خاصة فى غزة لعمليات المقاومة، والتى ينتج عنها رد هستيرى من الاحتلال يقضى على البشر والحجر. فهل الإسرائيليون يؤيدون الحرب بينما يرفضها الفلسطينيون؟

 

لا أحد يجادل فى أن ما يتعرض له أبناء غزة نتيجة العدوان الهمجى غير مسبوق من حيث عدد الضحايا والدمار والعقاب الجماعى، ولا أحد يجادل أيضا فى أن هناك من الفلسطينيين من ضج بالشكوى والانتقاد بعد استشهاد ذويه، لكن ما نسبة هؤلاء، وهل يمكن اعتبارهم أغلبية.. ألا يمكن مقارنتهم بالإسرائيليين الذين طالبوا بوقف الحرب لاستعادة أقاربهم من الرهائن الذين تحتجزهم حماس؟ الاستطلاعات الأكاديمية الدقيقة هى التى يمكن أن تقرر وليس رأى هذا الإعلامى أو ذاك.

قبل أيام، أظهر استطلاع للرأى أجراه المركز الفلسطينى للدراسات المسحية والبحثية أن الفلسطينيين يؤيدون بأغلبية ساحقة هجمات حماس، وأن المؤيدين فى الضفة تزيد نسبتهم على المؤيدين فى غزة. نتائج الاستطلاع، الذى جرى فى ظروف العدوان، لا يعنى كما قال خليل الشقاقى مدير المركز، تأييد الفلسطينيين للأخطاء التى ارتكبتها عناصر حماس يوم 7 أكتوبر، لكنه يشير إلى أنهم وجدوا أن المفاوضات لم تعد تصلح مع إسرائيل التى تفعل ما تريد ضاربة عرض الحائط بكل الاتفاقيات والمواقف الدولية. فلسطينيو الضفة كانوا يؤيدون الكفاح المسلح بنسبة 35% فى سبتمبر 2022. هذه النسبة وصلت إلى 68% بعد العدوان الإسرائيلى على غزة وأيضا بعد هجمات المستوطنين على أراضى الضفة.

إذا كانت إسرائيل تعتقد أنها بعدوانها ستقضى على المقاومة ومن يدعمونها من الفلسطينيين، فهى واهمة، لأن فظائعها تزيدهم إصرارا على مواجهتها بشتى السبل، وتبعدهم أكثر عن جهود التسوية السلمية التى باتوا يدركون أنه لا طائل منها نتيجة الرفض الإسرائيلى معاملتهم كشعب له نفس الحقوق وليس بشرا درجة ثانية.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية