تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

أوروبا ليست كلها سواء!

عندما نتحدث عن موقف أوروبا من الحرب العدوانية الإسرائيلية على غزة، نضع البيض الأوروبى كله فى سلة واحدة. أوروبا منحازة لإسرائيل.. تدعمها بالحق والباطل لإبراء ذمتها من تاريخها الأسود مع اليهود. الصورة ليست بهذه الكآبة. أوروبا شعوب وحكومات مختلفة الاتجاهات والمواقف رغم أن معظمها ينضوى تحت علم الاتحاد الأوروبى.

 

عندما تقرأ أو تشاهد تصريحات المسئولين فى إسبانيا وأيرلندا ومالطا وسلوفينيا وبلجيكا واسكتلندا تشعر بأن هناك أوروبا أخرى غير التى اعتدنا عليها. أوروبا لا ترضى بالظلم والعدوان ولا تتوانى عن مهاجمة المعتدى بأشد العبارات التى قد لا يقوى عليها بعض ذوى القربى العرب. قبل أيام، قالت وزيرة خارجية سلوفينيا تانيا فاجون إن العالم سقط فى اختبار الإنسانية فى غزة، وأن المجاعة أصبحت سلاحا جديدا للحرب. عندما تتابع بإعجاب وانبهار جهود إسبانيا لحث الاتحاد الأوروبى على الاعتراف بالدولة الفلسطينية واعتزامها خلال الشهر الحالى فعل ذلك مع أيرلندا ومالطا وسلوفينيا، تسأل نفسك لماذا؟

الأيرلنديون يقارنون تجربتهم المريرة للاستقلال عن بريطانيا، التى راح ضحيتها مئات آلاف القتلى وملايين المهاجرين، بالتجربة الفلسطينية مع الاحتلال الإسرائيلى. اسكتلندا التى تريد الاستقلال عن بريطانيا لديها حساسية مفرطة فى التعامل مع قضايا الاحتلال والاستعمار. أما إسبانيا، فإن وزير خارجيتها خوسيه ألباريس يرى أن العالم العربى جزء من تاريخ بلاده، إضافة إلى موقف حكومته الاشتراكية المدافع عن حرية الشعوب، وهذا جعلها تضغط بقوة لدعم حق الفلسطينيين فى دولتهم المستقلة.

ورغم الماضى الدموى اللاإنسانى البلجيكى فى إفريقيا فإن موقف حكومتها من العدوان الإسرائيلى يستدعى التقدير لأنها، وهى الدولة متوسطة القدرة فى الاتحاد الأوروبى ـ أخذت مواقف تقدمية لم تقدر عليها دول كبرى مفترض أنها مستقلة المواقف كفرنسا وإيطاليا. كيف تعامل العرب مع هذه الخطوات الشجاعة المتقدمة؟ هل هناك تنسيق للمضى قدما فى الضغط على الاتحاد الأوروبى لكى يحذو حذو تلك الدول؟ ألا يستدعى الأمر عقد لقاءات مشتركة بين حكومات هذه الدول والجامعة العربية؟ الإشادة فقط بالمواقف، ليس الحل.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية