تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > الكتاب > عبد الله عبد السلام > المدنيون.. عدو إسرائيل الحقيقى!

المدنيون.. عدو إسرائيل الحقيقى!

أحد أهم أسلحة إسرائيل والغرب الدعائية ضد حماس، قتل مدنيين كانوا ينظمون حفلا ووقوع قتلى بين المستوطنين خلال هجمات ٧ أكتوبر. ندد الساسة والإعلام بـ«الجريمة النكراء» وشيطنوا عناصر الحركة وألقوا دروسا أخلاقية عن التحضر والرقى وقوانين الحرب التى تُجرّم قتل المدنيين. ماذا عن شهداء مستشفى المعمدانى بغزة؟ المقاومة قتلتهم. يرد قادة إسرائيل والغرب. «ليس هناك تمييز بين المدنيين والمسلحين. إنها أمة بأكملها مسئولة عن قتل الإسرائيليين. الخطاب الذى يقول إن المدنيين فى غزة لم يكونوا على علم بالأمر، غير صحيح. كان بإمكانهم الانتفاضة ضد حماس ومحاربة ذلك النظام الشرير. الفلسطينيون يجب تجريدهم من إنسانيتهم».

 

قائل هذا الكلام رئيس إسرائيل إسحق هرتسوج وليس معلقا تليفزيونيا. هل ركز الإعلام الغربى على ما قاله؟ بالطبع لا؟ انشغل هذا الإعلام الذى سقط أخلاقيا ومهنيا مروعا بالطبطبة على المسئولين الإسرائيليين وتجنب إحراجهم بالأسئلة. بل إن من يتجرأ على سؤال، ولو عرضى، عن المدنيين الفلسطينيين، يتم إسكاته والانفجار فى وجهه، كما حدث مع مذيع لـ«بى بى سى» سأل رئيس وزراء إسرائيل الأسبق نفتالى بينيت عن مصير الأطفال الفلسطينيين الذين سيتعين إخراجهم من الحضانات لانقطاع الكهرباء، فرد بينيت قائلا:«هل أنت جاد؟ ما خطبك؟ ألم تر ما يحدث؟ نحن نقاتل النازيين. عار عليك».

لا يجب أن نتفاجأ بمثل هذه الردود. إنها تعكس حقيقة كان الساسة الإسرائيليون يخفونها. معركتهم ليست مع المقاومين الفلسطينيين فقط بل مع الشعب الفلسطينى بأكمله. إنهم يعتبرونه عدوا تماما كحماس وغيرها. ينظرون إليه كرصيد يمكن أن تستعين به المقاومة، ومن هنا يجب معاملته بنفس طريقة التعامل مع الفصائل، أي القتل والتفجير والاغتيال. وإذا كانت إسرائيل، كما تعلن هذه الأيام، تشفق على المدنيين، فلماذا منع الكهرباء والغذاء والماء والعقاب الجماعى وقتل الأطفال. كم نحن بحاجة لاستعادة قصيدة الشاعر عبدالفتاح مصطفى التى غنتها أم كلثوم ولحنها بليغ حمدى: «سقط القناع عن الوجوه الغادرة وحقيقة الشيطان بانت سافرة». وكم تمتلئ عواصم الغرب وإسرائيل هذه الأيام بشياطين الإنس.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية