تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
الفايد.. عدو الإمبراطورية!
تأخرت الصحافة البريطانية فى نشر خبر وفاة الملياردير المصرى محمد الفايد الخميس الماضى عن ٩٤ عاما. ربما أرادت الانتقام منه ميتا بعد أن حاربته حيا. لا تنسى هى والمؤسسة الحاكمة أنه تعالى عليها وعاملها بفظاظة لاحتقارها له ورفضها منحه الجنسية التى يحصل عليها الآلاف كل عام دون مشاكل. سجل حافل من الضغينة والاتهامات المتبادلة لا مثيل له فى تاريخ بريطانيا الحديث.
بدأت المعركة عام ١٩٨٥ بشراء الفايد هارودز، أكبر وأشهر متجر فى العالم. شعرت النخبة الاقتصادية ومعها الصحافة اليمينية بالفزع من أن تكون درة التاج ملكا لأحد رعايا دولة كانت بريطانيا تحتلها. نقبوا فى تاريخه. جاءوا للإسكندرية لإثبات تدنى أصوله الاجتماعية، وأن اسمه فايد وليس الفايد( تفخيما وتعظيما)، وأنه كذب بشأن مصدر ثرواته. سموه الفرعون المزيف ليرد قائلا:« الله وحده فقط الذى يستطيع أخذ هارودز منى. دفعت أموال المتجر عدا ونقدا». حتى نهاية حكم المحافظين عام ١٩٩٧، بذل قصارى جهده لتشويهها. اشترى نوابا ووزراء(بعضهم استقال أو دخل السجن) فى فضيحة عُرفت بالأموال مقابل الأسئلة، أى سؤال الحكومة فى البرلمان لماذا لم تمنحه الجواز؟
بعض الصحفيين وقف معه كراهية فى المحافظين، لكنه اشتبك مع حكومة العمال متهما وزراء فيها بأنهم متغطرسون وأولاد «قحبة» واصفا مجلس العموم بأنه مثل مطعم«تيك أواى».. من يدفع أكثر يحصل على خدمة أفضل وأسرع. ثم جاء مصرع الأميرة ديانا وابنه دودى فى باريس ١٩٩٧، لينهى العلاقة تماما. اعتقاد الفايد بأن الحادث دبره زوج الملكة والمخابرات البريطانية، جلب عليه كراهية شديدة، وأنهى للأبد إمكانية حصوله على الجنسية. لكن شراءه نادى فولهام وضخه الأموال لإنقاذه، أكسبه حب الجماهير. وبعد أن باع هارودز ٢٠١٠ لقطر وتخليه عن فولهام، هدأت ظاهرة الفايد لكن ما فى القلب ظل فى القلب.
لم يكن الفايد ملاكا ولا شيطانا. كان رجل أعمال سخيا مفتخرا بنفسه، وربما مصابا بجنون العظمة شاعرا بقوته أمام من حاولوا التقليل من شأنه. عامل البريطانيين الند بالند. فضح عجرفة بعضهم الممزوجة بالعنصرية. رحمه الله.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية