تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
الغرب لا يكذب ولا يتجمل!
لم تتوقف الضجة التى أثارها تحول بعض الرياضيين الغربيين الذكور إلى إناث ومشاركتهم فى البطولات النسائية، مما أدى لفوزهم باكتساح. تساءل كثيرون هل هذا عقلانى أو أخلاقى؟ مطالبين بوقف هذه المشاركات غير العادلة. لكن هذا ليس سوى جانب ضئيل من التحولات الاجتماعية التى تحدث بالغرب، وتتعلق بإعادة تقييم شاملة لعلاقة الإنسان بجسده وبالمجتمع.
هناك من يلقن التلاميذ فى بعض مدراس أمريكا بأنهم ولدوا فى الجسد الخطأ، وأن عليهم إعادة النظر فى كونهم ذكرا أم أنثى. بل إن هناك من يطالب بعدم تحديد هوية المولود فى شهادة الميلاد حتى يكبر ويختار ماذا يريد أن يكون؟ مبررهم أن الطفل قد لا يستريح لتصنيفه ويحتاج إلى عبور للجنس الآخر.
هناك 1٫4 مليون أمريكى بالغ عابرون جنسيا. لسنا هنا فى مجال إدانة هذا التوجه الذى يعاكس الطبيعة البشرية وكل القيم، فهناك من هم أقدر على ذلك. لكن من المهم التعرف على ما يدور بالغرب لأننا لسنا منعزلين عن العالم، وبعض هؤلاء سيكونون فى موقع القيادة فى بلادهم ويتعاملون معنا.
الإطار الأوسع لهذه الثورة الاجتماعية الغربية أن الفرد يملك جسده ومصيره، ومن حقه أن يغير فيهما كما يشاء، وعلى المجتمع الانصياع لرغباته لأنها حق أصيل من حقوقه. فى هذا السياق، يأتى صدور تشريعات غربية عديدة تقدم تسهيلات كبيرة للمتحولين جنسيا وتمنح الجميع الحق فى فرض الهوية الجنسية التى يريدونها دون اعتبار للتكوين البيولوجى. بالطبع، يوجد معارضون شرسون لهذه الأمور، مما تسبب فى «حروب ثقافية» بعد فقدان الناس الثقة فى المؤسسات الدينية والاجتماعية والأحزاب. كل جماعة دينية أو ثقافية تقوقعت داخل حضانتها رافضة الآخرين وأفكارهم. ساعد على ذلك الانتشار الواسع للتكنولوجيا ومواقع التواصل. أسئلة الهوية.. من أنا وعلاقتى بالآخرين، تتصدر المشهد. الصراعات الثقافية موجودة دائما لكنها خلال السنوات العشرين الماضية أصبحت أكثر حدة.
الغرب لا يكذب ولا يتجمل. إنه يقدم نفسه للعالم كما هو. حالة الخواء الفكرى التى تعيشها البشرية أنتجت تلك الأفكار والتطورات، وتلك ليست سوى البداية ( يتبع).
aabdelsalam65@gmail.com
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية