تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > الكتاب > عبد الله عبد السلام > الصحافة ومعركة الذكاء الاصطناعى!

الصحافة ومعركة الذكاء الاصطناعى!

إذا أردت الحصول على معلومة معينة، فإنك تلجأ لمحركات البحث مثل جوجل وياهو وغيرهما أو للشبكات الاجتماعية. ثم جاء تطبيق الذكاء الاصطناعى تشات جى بى تى ليُحدث ثورة فى الطريقة التى نبحث بها عن المعلومات عبر الإنترنت. إنه يجرى حوارا معك ويرد على أى استفسار بقدرة مذهلة تتفوق على البشر أنفسهم.

 

من يزود هذه التقنيات بالمعلومات؟ إنها لا تخترع المحتوى بل تحصل عليه بطريقة شديدة التقدم والسرعة. مصادر الحصول على المعلومات قد تكون الكتب أو الأبحاث أو محتوى الصحف والإعلام.

هذه المصادر ليست مجانية بل لها حقوق ملكية تحصل بمقتضاها على مقابل مادى لمن يستخدم معلوماتها.
ناشرو الأخبار من صحف ومواقع إليكترونية خاضوا ومازالوا معارك قانونية وتشريعية للحصول على حقوقهم من محركات البحث ومواقع التواصل. وفى ظل الأزمات المالية الطاحنة التى تضرب الإعلام عموما يبحث القائمون على الصحف والمواقع عن «خُرم إبرة» يمكنهم من خلاله الحصول على دخل إضافى لإنقاذ مهنتهم من الانقراض.

الاتحاد الأوروبى دخل معركة مع محركات البحث لإجبارها على دفع مبالغ مادية للصحف مقابل استخدام محتواها التحريرى. ورغم أن الخلاف لم ينته بعد إلا أنه قطع شوطا كبيرا لإنجاز المهمة. لكن الصحف يتعين عليها الآن أن تخوض معركتها الأكبر مع «الغول» المخيف، وهو الذكاء الاصطناعى الذى يلتهم المعلومات ومحتوى الصحف ويعيد تشكيلها وصياغته وتقديمها فى أسلوب ولا أروع، بحيث يكون من الصعب اكتشاف أن المعلومات التى يستخدمها مأخوذة من مصادر محددة. محركات البحث «التقليدية» تعطيك روابط محددة أو قائمة بالمواقع التى يمكنك العودة إليها والاستفادة منها لكن الذكاء الاصطناعى أشبه بشخص ينوب عنك فى قراءة المواد وتلخيصها وإخبارك بالمعلومات المفيدة. كيف يمكنك التأكد إذن من أن هذه المادة أو تلك مأخوذة منك وليس من غيرك؟

الأمر ينطوى على تحديات، وخبراء الإعلام فى مرحلة إجراء التجارب لمعرفة كيفية استفادة الذكاء الاصطناعى من محتواهم التحريرى. إنها مهمة غاية فى الصعوبة لكن الحاجة للمال والدفاع عن الحقوق تتطلبان بذل كل الجهود لمواجهة الذكاء «القاتل».

aabdelsalam65@gmail.com

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية