تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الدوبلير الرقمى!

تعامل البشر مع قضية الذكاء الاصطناعى تذكرنا بقصة العميان الثلاثة والفيل، عندما تحسس كل واحد منهم جزءا من جسم الفيل وشرع فى وصفه، فبدوا، وكأنهم يتحدثون عن أمور مختلفة تماما وليس عن فيل واحد.

فى الذكاء الاصطناعى، كل يغنى على ليلاه. الباحثون والكتاب والصحفيون والأطباء والمحامون وغيرهم نظروا فقط إلى ما يخصهم، وغابت النظرة الكلية المطلوبة لفهم الظاهرة ككل.

 

أحدث المرعوبين من تطبيقات الذكاء الاصطناعى، نجوم هوليوود، خاصة كتاب السيناريو وفنانى الأداء الصوتى الذين يخشون الجلوس فى بيوتهم نتيجة ذلك. يشعر الممثلون أيضا بالخوف من فقدان السيطرة على صورهم حيث جرى استخدام تقنية الذكاء الاصطناعى لإنشاء مقاطع فيديو يظهر فيها شخصيات تشبههم تماما، وبشكل خاص النجمان توم كروز وكيانو ريفز. ويطالب الممثلون بالحصول على مقابل مادى لاستخدام صورهم أو أصواتهم التى تدخل فيها الذكاء الاصطناعى. لكن هذه التطبيقات ليست سيئة على طول الخط بل إنها يمكن أن تفيد النجوم ماديا.

ففى الوقت الذى يكون الممثل بموقع التصوير، فإن ما يسمى «الدوبلير الرقمى»، الذى يشبهه كلية يمكن أن يصور إعلانا لنفس الممثل. وقد ينتهى الأمر بأن يوجد الممثل بأماكن متعددة فى نفس الوقت بفضل تطبيقات الذكاء الاصطناعى.

فى كل مهنة ستجد نفس النقاش. هناك خوف من الضرر الذى سيلحق بأفرادها لكن الحديث قليل عن الفوائد. كثيرون يصدّرون الجانب المظلم ولا يرون نقاط الضوء، مما يجعل من الذكاء الاصطناعى العدو رقم واحد للبشر حاليا. هذا التعامل الذى يركز فقط على قضية المكسب والخسارة، على أهميتها الشديدة، يبقى ناقصا. الذكاء الاصطناعى حضارة جديدة يجب أن نعيشها ونتكيف معها ونسهم فيها، وهذا لن يتأتى إلا بأن يتحول الذكاء الاصطناعى إلى ذكاء مجتمعى، أى يصبح أسلوب حياة للجميع.

شئنا أم أبينا، لن يقتصر مداه على الأفراد والمؤسسات بل سيدخل مجال العلاقات بين الدول، وسيكون هناك فائزون وخاسرون. شركات الذكاء الكبرى موجودة فى الغرب الذى يضع المعايير ويتحكم فى التطبيقات. بقية العالم، خاصة المنطقة العربية، مستقبلة سلبية. نحن الوحدات الأضعف فى المنظومة.

aabdelsalam65@gmail.com

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية